أصبحت الهواتف الذكية أكثر التقنيات استخدامًا على وجه الأرض، بعد أن استوعبت العديد من الأجهزة الأخرى؛ لقدرتها على أداء مهام كانت تحتاج لعشرات الأدوات، ومع ذلك، يشير تقرير صادر عن شركة “Deloitte” إلى أن جاذبيتها قد بدأت في التراجع خلال السنوات الأخيرة.
يشير التقرير أن ابتكارات الهواتف الذكية لم تعد تثر حماس المستهلكين لأنها انتقلت من كونها ثورية إلى تدريجية تقليدية، لكن طفرة الذكاء الاصطناعي التوليدي إذا نجحت، قد تكون فرصة استثنائية لإعادة الزخم إلى هذه الأجهزة.
التقرير الصادر في نوفمبر 2024 يرصد ملامح التحول الكبير نحو الذكاء الاصطناعي القائم على الجهاز نفسه، ويتساءل: هل ستكون هذه التقنية قادرة على إنعاش سوق عانى من التشبع والتباطؤ؟
أرقام عن تباطؤ نمو سوق الهواتف الذكية عالميًا
شهد العامين اللذين سبقا 2024، انخفاضًا ملحوظًا في مبيعات الهواتف الذكية، مدفوعًا بتشبع السوق وارتفاع فترات استبدال الأجهزة.
وتشير التقديرات إلى أن نحو 5 مليارات شخص حول العالم يمتلكون هواتف ذكية، أي أكثر من نصف سكان الكوكب.
ويتوقع التقرير أن ترتفع شحنات تسليم الهواتف الذكية عالميًا بنسبة 7% في 2025، مقارنة بـ 5% في 2024، وهي زيادة تعزى جزئيًا إلى بداية دورة ترقية جديدة مدفوعة بوصول أجهزة تحمل رقاقات قادرة على تشغيل نماذج الذكاء الاصطناعي التوليدي دون الحاجة للاتصال بالإنترنت.
وتتوقع “Deloitte” أيضًا، أن تتجاوز حصة الهواتف الذكية المزودة بالذكاء الاصطناعي حصة تتجاوز 30% من السوق بنهاية 2025.
يرى التقرير أن هذا التحول مدفوع بمزيج من الحماس التقني لدى المستخدمين والمطورين، ودعم الشركات المصنعة لأنظمة تشغيل متقدمة ومعالجات متخصصة.
هواتف أكثر ذكاءً
يعيد الذكاء الاصطناعي التوليدي تشكيل سوق الهواتف بإنتاج ما يعرف باسم “ai smartphones”، فبدلًا من مجرد إجراء الاتصالات وتشغيل التطبيقات والولوج إلى الإنترنت، يُتوقع أن تصبح الهواتف أكثر فهمًا لسلوك المستخدم ونواياه.
تضمنت الأمثلة التي استعرضها التقرير سؤالًا بسيطًا مثل: “متى يجب أن أغادر لحضور موعد الساعة 2 ظهرًا؟” ليجيب النظام بعد تحليل الموقع، والجدول الزمني، وحالة المرور.
تُنفذ هذه المهام باستخدام رقاقات معالجة عصبية يمكنها أداء مهام بحجم 30 تيرا عملية في الثانية، ما يسمح بالنماذج الصغيرة أن تعمل مباشرة على الجهاز نفسه.
الرغبة في الترقية لهواتف “ai smartphones” حسب الفئة العمرية
تظهر دراسة أجرتها “Deloitte” أن 7% من المستهلكين الأمريكيين قالوا إن ميزات الذكاء التوليدي جعلتهم أكثر ميلًا لتحديث هواتفهم.
ويرتفع هذا الرقم إلى 50% بين الفئة العمرية من 24 إلى 45 عامًا، وهو ما يدل على استعداد الأجيال الأصغر لاحتضان التقنية الجديدة.
نظرة على واقع سوق الهواتف الذكية
في عام 2024، يُقدَّر عدد الهواتف الذكية التي تم بيعها عالميًا بنحو 1.23 مليار جهاز، مقابل 261 مليون جهاز كمبيوتر شخصي.
ومع أن عدد الحواسيب المباعة أقل، فإن قيمتها السوقية تظل كبيرة، إذ يُتوقع أن تصل مبيعاتها إلى 220 مليار دولار، مقابل 520 مليار دولار للهواتف الذكية.
ولفت التقرير أن متوسط سعر الهاتف الذكي في 2024 بلغ 425 دولارًا، بينما يبلغ متوسط سعر الكمبيوتر 850 دولارًا، ويرجح التقرير أن ترفع رقاقات الذكاء الاصطناعي في الحواسيب الأسعار بنسبة 15% في المتوسط.
وبحسب بعض التقديرات، يبلغ الإنفاق العالمي لدعم الذكاء الاصطناعي التوليدي حاليًا نحو600 مليار دولار سنويًا. ويشمل
هل يثق المستخدمون بالذكاء الاصطناعي التوليدي؟
في الولايات المتحدة، قال 38% من المستخدمين إنهم جرّبوا الذكاء الاصطناعي التوليدي، و63% من هؤلاء أكدوا أن النتائج فاقت توقعاتهم.
ويواجه بعض المستخدمين صعوبات في التعامل مع الواجهات الجديدة للهواتف الذكية، أو تخوفات من تقليص التحكم الشخصي لحساب مساعدات ذكية تتولى تنظيم الجداول والمهمات.
