تشغل توقعات 2025 بال الجمهور العالمي في ظل التغيرات المتسارعة في مختلف المجالات. تتجه أنظار العالم نحو مستقبل مليء بالتحديات والفرص. كيف يرى الجمهور العالمي التطورات القادمة في الاقتصاد، البيئة، التكنولوجيا، والمجتمع؟ من خلال تحليل آراء الناس في 33 دولة، نكشف أبرز التوقعات التي ستشكل ملامح العام الجديد، ونسلط الضوء على الرؤى العالمية التي قد تغير طريقة عيشنا في السنوات المقبلة، للإجابة على سؤال: ماذا سيحدث في عام 2025؟
لقد ترك عام 2024، وهو العام الذي تميز بالتوترات المتصاعدة، العالم في حالة من التفاؤل الحذر. لقد وفرت دورة الألعاب الأوليمبية في باريس لحظة عابرة من الاحتفال المشترك، إلا أن خلفية الصراعات المستمرة، بما في ذلك تصاعد الحرب الإسرائيلية الفلسطينية التي امتدت إلى لبنان والحرب المستمرة في أوكرانيا، ساهمت في خلق شعور بعدم الارتياح. كما غذت الاضطرابات السياسية هذا الغموض، حيث خسر 80% من شاغلي المناصب في الديمقراطيات مقاعدهم في الانتخابات في جميع أنحاء العالم. ولا شك أن هذه التحولات السياسية، إلى جانب الهشاشة الاقتصادية الناجمة عن التضخم، أثرت على المشاعر العامة.
التطلع نحو عام 2025
يُظهِر التفاؤل العالمي بشأن عام 2025 اتجاهات إيجابية في العديد من المجالات الرئيسية. ويعتقد غالبية الأشخاص الذين شملهم استطلاع توقعات إيبسوس لعام 2025 (71%) أن عام 2025 سيكون عامًا أفضل من عام 2024، بزيادة طفيفة قدرها نقطة مئوية واحدة عن توقعات العام السابق لعام 2024. تاريخيًا، تقلبت مستويات التفاؤل بين 75% و80% على مدى العقد الماضي، مما يشير إلى عودة محتملة نحو هذه المستويات الأعلى.
الاقتصاد العالمي في 2025
كما شهد التفاؤل الاقتصادي ارتفاعًا متواضعًا. حيث يتوقع 51% من المشاركين اقتصادًا عالميًا أقوى في عام 2025. وفي حين أن هذا أعلى من أدنى مستوى له منذ عقد من الزمان عند 46% في عام 2022، لا يزال هناك مجال كبير للتحسين مقارنة بنهاية العقد الماضي عندما تذبذب التفاؤل في الاقتصاد العالمي حول علامة منتصف 50% وبلغ ذروته عند 61% في عام 2021. وتستمر الأسواق الناشئة مثل إندونيسيا (82%) والصين (79%) وتايلاند (67%) في التعبير عن ثقتها القوية في آفاقها الاقتصادية العالمية، مما يعكس ربما نموها الأكثر قوة في عام 2024.
وعلى الصعيد العالمي، ظلت التوقعات الاقتصادية للناس دون تغيير نسبيًا في معظم المقاييس لعام 2025 مقارنة بما رأيناه في العام الماضي. ولا تزال المخاوف قائمة مع توقع الأغلبية ارتفاع الأسعار والضرائب والبطالة في بلادهم. ويعتقد 79% من المستجيبين في 33 دولة أن الأسعار سترتفع بشكل أسرع من الدخول في عام 2025، وهو رقم لم يتغير منذ عام 2022. وعلى نحو مماثل، تظل التوقعات بارتفاع الضرائب كبيرة عند 74%، وهو ما يتفق مع نتائج العام السابق.
التكنولوجيا في عام 2025: الإبحار في عالم من الثنائيات التكنولوجية
لا يزال الجمهور العالمي يتبنى وجهة نظر معقدة ومتناقضة في كثير من الأحيان بشأن مستقبل تطور التكنولوجيا، والتي تتسم بالترقب والقلق. وعلى مستوى العالم، لا يزال الخوف من فقدان الوظائف بسبب الذكاء الاصطناعي (65%) يفوق توقعات خلق الوظائف بسبب الذكاء الاصطناعي (43%). ويتردد صدى هذا الاتجاه في السنوات السابقة، ولكن يبدو أن الفجوة تضيق قليلاً. ويظهر التفاؤل في الصين، حيث يتوقع 77% أن يخلق الذكاء الاصطناعي فرص عمل، بينما تهيمن المخاوف في اليابان، حيث يتوقع 65% فقدان الوظائف.
توقعات 2025 في البيئة
تستمر المخاوف العالمية المحيطة بتغير المناخ، حيث يتوقع 80% ارتفاع درجات الحرارة العالمية (-1 نقطة مئوية من عام 2023)، وهذا أكثر بكثير من 71% الذين وافقوا على هذا البيان في عام 2017 عندما طرحنا هذا السؤال لأول مرة. كما يتوقع 72% على مستوى العالم المزيد من الأحداث الجوية المتطرفة (+1 نقطة مئوية من عام 2023).
وينعكس هذا القلق في 42% الذين يعتقدون أن أجزاء من بلادهم ستصبح غير صالحة للسكن بسبب الطقس المتطرف. والتفاوتات الإقليمية صارخة. حيث أعربت دول جنوب شرق آسيا مثل الفلبين (78%) وإندونيسيا (66%) وماليزيا (58%) عن أعلى مستوى من القلق في هذا الصدد – مما يعكس على الأرجح حقيقة أن أعدادًا كبيرة من سكانها يعيشون في الجزر المنخفضة والدلتا الساحلية. في المقابل، فإن الدول الأوروبية مثل هولندا (23%) والسويد (21%) أقل قلقًا.
المجتمع في عام 2025
لا تزال المخاوف المجتمعية مستمرة، مع انخفاض الآمال في تحقيق التقدم، إذ تسيطر المخاوف العالمية بشأن الهجرة، واستمرار عدم المساواة بين الجنسين، وأنماط العمل المتطورة على التوقعات العامة لعام 2025، في حين يظل التفاؤل بزيادة التسامح المجتمعي خافتًا.
وعلى مستوى العالم، يتوقع 67% من الناس زيادة الهجرة، بانخفاض 4 نقاط مئوية عن العام الماضي، على الرغم من أن هذا التصور غالبًا ما يبتعد عن اتجاهات الهجرة الفعلية. وتعرب دول مثل تركيا (84%) وإسبانيا (80%) عن توقعات أعلى من الدول التي كانت مستويات الهجرة فيها أعلى تاريخيًا مثل الولايات المتحدة (56%) وكندا (55%). ويشير هذا إلى أن القلق، وليس البيانات التجريبية، قد يكون الدافع وراء هذه التصورات.
تظل الآمال في تحقيق المساواة في الأجور بين الجنسين ضعيفة، حيث يعتقد 49% على مستوى العالم أن ذلك سيتحقق بحلول عام 2025. وتعرب دول جنوب شرق آسيا عن أعلى مستويات الثقة، في حين تظهر الدول الأوروبية توقعات أقل بكثير. ولا يرتبط هذا التفاوت بشكل مباشر بالفجوات القائمة بين الجنسين، مما يشير إلى أن العوامل الثقافية تؤثر على هذه التصورات.