مع استمرار الأزمات الإنسانية حول العالم، شهد النصف الأول من عام 2024 ارتفاعًا ملحوظًا في أعداد اللاجئين والنازحين داخليًا. الأرقام التي صدرت مؤخرًا تسلط الضوء على واقع إنساني صعب يواجهه ملايين الأشخاص الذين أُجبروا على مغادرة منازلهم بسبب النزاعات المسلحة أو الكوارث الطبيعية. في هذا التقرير، نستعرض أبرز الإحصائيات المتعلقة بالنزوح وانعدام الجنسية من واقع بيانات مفوضية اللاجئين عن النزوح وانعدام الجنسية والحلول الدائمة حتى منتصف 2024، ونحلل التحديات التي تواجه جهود الحلول الدائمة، بالإضافة إلى الاتجاهات التي تظهر في مناطق الأزمات الأكثر تأثرًا.
شهد العالم حتى منتصف عام 2024 نزوحًا غير مسبوق، حيث بلغ العدد الإجمالي للأشخاص النازحين قسرًا 122.6 مليون شخص. هذه الأرقام تشمل:
32 مليون لاجئ تحت ولاية المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين.
72.1 مليون نازح داخليًا نتيجة النزاعات المسلحة والعنف.
5.8 مليون طالب لجوء ينتظرون البت في طلباتهم.
4.4 مليون شخص عديم الجنسية يعانون من انعدام الحقوق القانونية.
خلال النصف الأول من العام وحده، تم تسجيل 4.7 مليون حالة نزوح داخلي جديدة، ما يعكس استمرارية الصراعات وتأثيرها الكبير على المجتمعات. السودان كان أبرز الأمثلة، حيث تسببت الأزمات هناك في نزوح 1.6 مليون شخص داخليًا، ليرتفع العدد الإجمالي للنازحين داخليًا في السودان إلى 10.5 مليون شخص.
على الرغم من الجهود الدولية المستمرة، فإن الحلول الدائمة مثل العودة الطوعية، إعادة التوطين، والتجنس لا تزال تواجه تحديات كبرى في تحقيقها على نطاق واسع:
بلغ عدد اللاجئين الذين عادوا طواعية إلى بلدانهم الأصلية 433,600 شخص، مما يمثل ارتفاعًا بنسبة 7% مقارنة بنفس الفترة من العام الماضي. من بين هؤلاء، عاد 171,800 لاجئ من السودان إلى جنوب السودان، رغم التحديات الأمنية هناك.
لا تزال إعادة التوطين تمثل جزءًا صغيرًا من الحلول المتاحة، حيث تم إعادة توطين 85,000 لاجئ فقط، وهو ما يعادل 4% من الاحتياجات العالمية البالغة 2.4 مليون لاجئ.
الولايات المتحدة كانت الدولة المستقبلة الأكبر بـ 46,500 لاجئ، وجاءت كندا وأستراليا في المركزين الثاني والثالث بـ 23,000 و9,400 لاجئ على التوالي.
حصل 26,400 لاجئ على جنسية بلدان اللجوء في النصف الأول من العام، وكانت الأغلبية من اللاجئين السوريين، خاصة في كندا وهولندا، ما يعكس جهودًا محدودة لدعم استدامة الحلول.
السودان الآن يمثل أكبر أزمة نزوح داخلي في العالم، حيث بلغ إجمالي عدد النازحين داخليًا 10.5 مليون شخص.
غادر 465,900 شخص السودان طلبًا للحماية الدولية، وسجّلت مصر العدد الأكبر من طلبات اللجوء من السودانيين بـ 194,200 طلب، بينما سجلت تشاد 134,100 طلب لجوء جديد.
النزاع المستمر في أوكرانيا تسبب في نزوح 394,000 شخص داخليًا خلال النصف الأول من 2024، ليصل العدد الإجمالي للنازحين داخليًا إلى 3.7 مليون شخص.
مع تفاقم الأزمات السياسية، شهدت ميانمار 913,200 حالة نزوح داخلي جديدة، مما رفع العدد الإجمالي للنازحين داخليًا إلى 3.2 مليون شخص.
تدفق اللاجئون الفنزويليون إلى البلدان المجاورة مثل كولومبيا، مع تسجيل 180,000 طلب لجوء جديد خلال النصف الأول من العام.
69% من اللاجئين يعيشون في دول مجاورة لبلدانهم الأصلية، ما يضع عبئًا كبيرًا على الدول المضيفة. وكانت تركيا الدولة التي استضافت أكبر عدد من اللاجئين بـ 3.1 مليون شخص، بينما قدمت أوغندا الحماية لـ 1.7 مليون لاجئ.
على الرغم من الجهود المبذولة، لا تزال هناك حاجة ماسة إلى تعزيز التعاون الدولي لتقديم حلول دائمة ومستدامة مثل إعادة التوطين وزيادة الدعم المالي للدول المضيفة.
تعكس الأرقام التي صدرت للنصف الأول من عام 2024 حجم الأزمات الإنسانية وتزايد التحديات التي تواجه اللاجئين والدول المضيفة. بينما تظل الحلول الدائمة بعيدة المنال بالنسبة للكثيرين، يبقى التعاون الدولي وتقديم الدعم المالي العاجل ضرورة ملحة.
هذه الأرقام ليست مجرد إحصائيات، بل قصص إنسانية تتطلب اهتمامًا عالميًا لتحسين ظروف النازحين وإيجاد حلول تعيد لهم كرامتهم وحقوقهم.