يتغيّر مشهد الأعمال العالمي بسرعة كبيرة، خاصة مع صعود الذكاء الاصطناعي التوليدي، والذي يجعل الوظائف والصناعات المختلفة على أعتاب تحوّل عميق، مع تحوّل ثلثيها تقريبًا لدرجات مختلفة من الأتمتة، مما يوجب على الشركات والحكومات ومؤسسات التعليم العالي تنسيق جهودها لتزويد الناس بالمهارات الأساسية لطبيعة سوق العمل الجديدة.
أصدرت المنصة التعليمية عبر الإنترنت “Coursera” تقرير المهارات العالمية لعام 2024؛ لتقديم رؤى للقادة والمؤسسات حول العالم بشأن الإمكانيات المطلوبة في سوق العمل، اعتمادًا على بيانات أكثر من 148 مليون متعلم لديها و700 عميل مؤسسي، ومحتوى 325 من الجامعات الرائدة دوليًا.
محو الأمية في مجال الذكاء الاصطناعي ضرورة عالمية
أشعل إطلاق روبوت الدردشة “ChatGPT” في عام 2022 شرارة سباق عالمي نحو محو الأمية في مجال الذكاء الاصطناعي، حيث ارتفعت نسبة التسجيل في دورة “GenAI” على “Coursera” بنسبة 1060% على مستوى العالم خلال العام الماضي.
كشف التقرير أن المتعلمين في مناطق مثل أمريكا اللاتينية ومنطقة البحر الكاريبي يركزون بشكل أكبر على المهارات الأساسية، بينما يغوص المتعلمون في أمريكا الشمالية في دورات أكثر تقدمًا مثل “نماذج اللغة الكبيرة للذكاء الاصطناعي التوليدي” من “Amazon” و”DeepLearningAI”.
يشير هذا إلى أنه من الرغم من أن كل منطقة تمر بمرحلة مختلفة من الاعتماد على الذكاء الاصطناعي، إلا أن هناك اعترافًا عالميًا بالحاجة لتطوير الكفاءات في هذا المجال.
ولا تعد الزيادة الحادة في معدلات التسجيل في دورات الذكاء الاصطناعي التوليدي انعكاسًا لاهتمام المتعلم فقط، بل توضح الجهود التي تبذلها الشركات والحكومات ومؤسسات التعليم العالي لإعداد اقتصادات جاهزة لتبني هذه التقنية.
حسب التقرير، يقول 72% من الرؤساء التنفيذيين في الولايات المتحدة إن الذكاء الاصطناعي التوليدي يمثل أولوية استثمارية قصوى لأعمالهم.
وتشهد مناطق مثل آسيا والمحيط الهادئ نموًا في معدلات التسجيل في دورات الذكاء الاصطناعي التوليدي بنسبة 1270% على أساسي سنوية.
وتستثمر الهند وحدها 1.2 مليار دولار سنويًا في مشاريع الذكاء الاصطناعي؛ لتزويد الموظفين بالمهارات اللازمة لدفع الابتكار والإنتاجية.
المهارات الرقمية تظل أولوية
أشار التقرير أن 9 من كل 10 وظائف الآن تتطلب مستوى معينًا من الكفاءة الرقمية، مثل استخدام الكمبيوتر وإرسال البريد الإلكتروني وإنشاء المستندات.
وعلى الرغم من هذه الحاجة لا يزال هناك فارق كير بين ما يتوقعه أصحاب العمل فيما يتعلق بالمهارات القمية وما يعرفه العديد من الموظفين بالفعل ويمكنهم القيام به.
ذكر التقرير أن 70% من الشركات الأوروبية ترى عدم وجود المهارات الرقمية عقبة رئيسية أمام الاستثمار، في حين أن 40% من البالغين في المنطقة يفتقرون إليها.
وبسبب هذا التحدي، تعطي العديد من المناطق حول العالم الأولوية للمهارات البشرية على المهارات الرقمية التي يرتفع الطلب عليها.
على سبيل المثال، يركز المتعلمون في بيرو على مهارات مثل القدرة على تحمل أعباء العمل، في حين ينجذب المتعلمون في كندا إلى رواية القصص ووسائل التواصل الاجتماعي.
وفي حين أن هذه المهارات ذات قيمة، إلا أنها لا تتماشى مع الحاجة الملحة للمهارات الرقمية المتقدمة في مجالات مثل التعلم الآلي، وعلوم البيانات ولغات البرمجة.
وفي أوروبا وأجزاء من آسيا والمحيط الهادئ بشكل عام، يميل المتعلمون إلى التركيز على المهارات المتعلقة بالتقنيات الناشئة، مثل التقنية المالية وخوارزميات التعلم الآلي والشبكات العصبية الاصطناعية، بالإضافة إلى المهارت البشرية، مثل المرونة وبناء الثقافة.
وفي مناطق مثل أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى، يقوم المتعلمون ببناء القدرات التجارية والرقمية الأساسية، مثل إدارة المخاطر وأنظمة سلسلة التوريد، والاتصالات التجارية، والتدقيق، وبرامج جداول البيانات والمحاسبة العامة؛ لأنها تشكل حجر الأساس للعديد من الصناعات، وهي ضرورية للتنمية الاقتصادية.
المملكة تواكب التطورات العالمية
سلّط التقرير الضوء على السعودية كأحد البلدان التي تعمل باستمرار على مواكبة التطورات العالمية في مشهد المهارات المطلوبة لسوق العمل.
تظهر بيانات “Coursera” زيادة بنسبة 65% على أساس سنوي في معدلات التسجيل في دورات الأمن السيبراني من قبل السعوديين.
ويتماشى ذلك مع جهود المملكة لتطوير القوى العاملة الماهرة، بما في ذلك تدريب 40% منهم على مهارات البيانات والذكاء الاصطناعي بحلول عام 2030.
أفاد التقرير أن عدد المتعلمين السعوديين على “Coursera” بلغ 1.2 مليون شخص، مما يضع المملكة في المرتبة 60 عالميًا في تصنيف الأكثر استفادة من المنصة.
ويبلغ متوسط عمر المتعلمين السعوديين على منصة “Coursera” للتعلم الإلكتروني 35 عامًا، 33% منهم نساء يدرسن العلوم والتقنية والهندسة والرياضيات.
وذكر التقرير أن إجمالي عمليات التسجيل السنوية للالتحاق بدورات الذكاء الاصطناعي التوليدي من قبل السعوديين ارتفع بنسبة 1788% في عام 2023.
وأوضح التقرير أن أكثر الدورات تفضيلًا من جانب السعوديين هي “مقدمة إلى الذكاء الاصطناعي التوليدي”، و”الهندسة السريعة لدردشة GPT”، و”النماذج اللغوية الكبيرة للذكاء الاصطناعي التوليدي”.
كما جاء في التقرير أن التسجيل للحصول على الشهادات المهنية من جانب السعوديين ارتفع بنسبة 98% في 2023، وكان تركيزهم أكبر على شهادات تحليل البيانات وإدارة المشروعات والأمن الرقمي من “Google”.
ملخص التقرير
– ظهر اتجاه عالمي جديد لما يعرف باسم محو الأمية في مجال الذكاء الاصطناعي، حيث ارتفعت نسبة التسجيل في دورة “GenAI” على “Coursera” بنسبة 1060% على مستوى العالم خلال العام الماضي.
– يقول 72% من الرؤساء التنفيذيين في الولايات المتحدة إن الذكاء الاصطناعي التوليدي يمثل أولوية استثمارية قصوى لأعمالهم.
– تستثمر الهند وحدها 1.2 مليار دولار سنويًا في مشاريع الذكاء الاصطناعي؛ لتزويد الموظفين بالمهارات اللازمة لدفع الابتكار والإنتاجية.
– 9 من كل 10 وظائف الآن تتطلب مستوى معينًا من الكفاءة الرقمية، مثل استخدام الكمبيوتر وإرسال البريد الإلكتروني وإنشاء المستندات.
– ترى 70% من الشركات الأوروبية عدم وجود المهارات الرقمية عقبة رئيسية أمام الاستثمار، في حين أن 40% من البالغين في المنطقة يفتقرون إليها.
– سجلت السعودية زيادة بنسبة 65% على أساس سنوي في معدلات التسجيل في دورات الأمن السيبراني على منصة “Coursera”.
– إجمالي عمليات التسجيل السنوية للالتحاق بدورات الذكاء الاصطناعي التوليدي من قبل السعوديين ارتفع بنسبة 1788% في عام 2023.
– التسجيل للحصول على الشهادات المهنية من جانب السعوديين ارتفع بنسبة 98% في 2023، وكان تركيزهم أكبر على شهادات تحليل البيانات وإدارة المشروعات والأمن الرقمي من “Google”.