يحتفل العالم في الخميس الثاني من شهر نوفمبر سنويًا باليوم العالمي للجودة؛ لتعزيز ممارسات تحسين المنتجات والخدمات المقدمة للناس في كل مكان، فما هي أفضل استراتيجيات زيادة الكفاءة؟ وكيف تؤثر على نمو الأعمال ورضا العملاء؟
يهدف يوم الجودة العالمي إلى تثقيف الناس وزيادة الوعي وتقديم الدعم للأفراد والمنظمات من خلال الأنشطة المتعلقة بالجودة وضمان تطبيق معاييرها.
ويرى المنظمون أن توحيد الجهود العالمية في هذا المجال من شأنه أن يحقيق الرخاء الاقتصادي والاستدامة، من خلال اتباع المبادئ الرئيسية لضمان الجودة.
ومن الجدير بالذكر أن المملكة المتحدة كانت أول من احتفل باليوم العالمي للجودة في عام 2008.
ويناقش الاحتفال في كل عام موضوعًا مغايرًا؛ لبحث كل العوامل التي من شأنها أن تدفع المؤسسات من جميع الأنواع والأحجام لتقديم قيمة متميّزة للعملاء والمجتمعات.
تشير معايير الجودة إلى مجموعات الإرشادات والأنظمة والأساليب والمتطلبات والمواصفات التي تتبعها المنظمة لضمان ملاءمة المنتج للغرض الذي صنع من أجله بكفاءة عالية.
وتضع معايير الجودة الجهات التنظيمية للصناعات المختلفة بشكل محلي أو إقليمي، وغالبًا ما يتم الاعتماد على الإرشادات العالمية الموحدة، مثل تلك التي تصدرها المنظمة الدولية للمعايير (ISO).
وعند وضع معايير ضمان الجودة، يتم تطبيق 7 مبادئ أساسية، تشمل:
يصف العملاء المنتج بالجيّد إذا كان خاليًا من أي عيوب تصنيع أو نقص أو اختلاف عن المواصفات المدونة عليه.
وتحقّق الجهة المنتجة ذلك من خلال عملية شاملة لضمان الجودة ومراقبة الجودة.
وبالتالي، لضمان والحفاظ على ممارسات التصنيع الجيدة، يجب وضع مجموعة من معايير جودة التصنيع واتباعها لغرض التوحيد عبر عملية التصنيع بأكملها.
بالإضافة إلى ذلك، تتضمن بعض فوائد معايير الجودة ما يلي:
تتسم الجودة بأنها عملية مستمرة من التحسين؛ لذا عندما تريد مؤسسة ما أن تضع خطة لتعزيزها لديها، ينبغي عليها اتباع مجموعة من الاستراتيجيات والعمل عليها بالتوازي، وتشمل:
تؤثر الجودة على عاملين يمكن من خلالهما قياس مدى نجاح أي مؤسسة أعمال، وهما رضا العميل والنمو على مستوى الإيرادات أو التوسع.
بالنسبة لرضا العملاء، وجدت دراسة نشرت في مجلية إدارة الجودة، واستخدمت 482 شركة سويدية كعينة للمسح، أن جميع مؤسسات الأعمال المقدّمة للمنتجات والخدمات على السواء تظهر زيادة في معدل رضا العملاء كلما كانت أكثر استمرارًا في تطبيق ممارسات الجودة.
وتشير الدراسات أيضًا إلى وجود ارتباط إيجابي قوي بين الجودة والربحية.
في الواقع، تنتج الجودة العالية عائدًا أعلى على الاستثمار، ويتحقق ذلك عبر انخفاض العيوب أو الأعطال الميدانية والتي تؤدي بدورها إلى انخفاض تكاليف التصنيع والخدمة.
وطالما أن هذه المكاسب تتجاوز أي زيادة في الإنفاق من قبل الشركة فإن الربحية ستتحسن.
تقدّم أكثر من 90 دولة حول العالم جوائز وطنية للجودة والتميّز المؤسسي، وهو ما يعد دليلًا قاطعًا على أهمية وضرورة تبني المنشآت لنماذج الجودة، بما يضمن نمو الاقتصاد المحلي ككل.
ويمثّل اليوم العالمي للجودة فرصة لتسليط الضوء على جائزة الملك عبدالعزيز للجودة في السعودية، والتي تعد أحد أبرز الأمثلة على الجوائز الممنوحة للشركات المتميزة في هذا المجال.
وتعمل الجائزة كعامل محفّز للتميز وتعظيم الفوائد في المجالات الآتية:
سجلت الصين أكبر عدد من شهادات الجودة "ISO 9001" الممنوحة للشركات في بلد واحد عالميًا خلال عام 2023 بواقع 551,855.
يساعد هذا نظام إدارة الجودة هذا من المنظمة الدولية للمعايير على مراقبة مستوى جودة إدارة عمليات الشركات عبر اتباع مجموعة من المعايير الصارمة.
وحلت إيطاليا في المرتبة الثانية بـ 94,216 شهادة، تليها الهند في المرتبة الثالثة (61,653)، وألمانيا رابعًا (47,576)، والمملكة المتحدة في المركز الخامس (43,765)، واليابان سادسًا (38,916).
ختامًا، تعد الجودة عاملًا جوهريًا لتعزيز رضا العملاء عن منتج أو خدمة ما، وبالتالي نمو الشركة المقدمة لها، وهو ما يؤثر على ازدهار اقتصادات الدول بشكل إيجابي؛ لذا تتنافس الشركات على استيفاء المعايير المحلية والعالمية سعيًا منها للوصول إلى مكانة التميّز والريادة.