تستهدف رؤية المملكة 2030 إحداث تحوّل جذري في جميع مكونات البلاد، لتشكيل مستقبل طموح تكون سمته الرئيسية الاستدامة وجودة الحياة، وهو ما يوجد الحاجة للاعتماد على مفهوم المدن الذكية كعامل أساسي في تحقيق هذا الغرض، كونها السبيل لمعالجة الضغوط التي تتعرض لها المدن التقليدية، مثل الاختناقات المرورية والتلوث البيئي واستنزاف الموارد والزيادة في السريعة في عدد السكان نتيجة الهجرة الحضرية.
أصدرت الهيئة السعودية للبيانات والذكاء الاصطناعي “سدايا”، تقريرًا لتوضيح أهمية الأمن السيبراني في المدن الذكية، وإعطاء لمحة عن أبرز التهديدات الرقمية التي تواجهها، وأفضل الممارسات العالمية للتعامل معها.
المملكة توظّف أحدث التقنيات لتسهيل حياة سكانها
سعت المملكة إلى مواكبة التغيرات الحضرية الحاصلة في المدن والعمل على تحويلها إلى مدن ذكية عبر تسخير الجهود والمبادرات لدعم التحول الرقمي وتوظيف تقنيات الذكاء الاصطناعي وإنترنت الأشياء لتسهيل حياة الأفراد.
وإلى جانب ذلك، مكّنت المملكة الجهات الحكومية من إدارة المدن الذكية والاستفادة من الخدمات السحابية والبيانات الوطنية في دعم اتخاذ القرار.
ونتيجة لهذه الجهود ظهرت 5 مدن سعودية ضمن مؤشر “IMD” للمدن الذكية لسنة 2024، وهو مؤشر عالمي يقيس مستوى التطور الفعلي للمدن الذكية في جميع أنحاء العالم.
وجاءت مدينة الرياض في المرتبة 3 عربيًا و25 عالميًا، تلتها مكة المكرمة بالمرتبة 5 عربيًا و52 عالميًا، وبعدها جدة بالمرتبة 6 عربيًا و55 عالميًا، فيما حلت المدينة المنورة بالمرتبة 7 عربيًا و74 عالميًا، أما مدينة الخبر فكانت بالمرتبة 9 عربيًا و99 عالميًا من إجمالي 142 مدينة من حول العالم شملها المؤشر.
“سدايا” توفّر الحماية للمدن الذكية
تمثّل التقنيات الرقمية ركيزة أساسية لتحقيق مستهدفات رؤية المملكة 2030؛ لذا قامت البلاد باتخاذ عدد من الإجراءات لتشجيع التحول الرقمي، بما في ذلك إنشاء كيانات متخصصة في الرقمنة، ووضع استراتيجيات وأنظمة رقمية، وتحسين البنية التحتية الرقمية، وهو ما يساهم بشكل مباشر في تطور المدن الذكية.
وتتولى “سدايا” مسؤولية تمكين المدن الذكية في المملكة عبر إطلاق مجموعة من المبادرات، من أبرزها:
– المنصة الوطنية للمدن الذكية “Smart C”: منصة وطنية متاحة عن طريق مركز عمليات متكامل لتمكين المدن الذكية وتطوير حالات الاستخدام في عدد من القطاعات ذوات الأولوية، وتتضمن أكثر من 20 حالة استخدام في قطاعات الأمن والبلدية والنقل.
– “ديم”: منصة حوسبة سحابية حكومية تتيح الخدمات السحابية للجهات الحكومية بطريقة آمنة وسريعة، تستضيف حاليًا 238 مركز بيانات حكومي، كما حققت وفورات تعادل 2 مليار سعودي منذ إطلاقها.
– بنك البيانات الوطني: مستودع بيانات مركزي لتمكين تبادل البيانات بين الجهات الحكومية، يساعد على جمع وتصنيف مجموعات البيانات من مختلف الجهات، وتتضمن المنصة حاليًا أكثر من 6600 مجموعة بيانات من أكثر من 295 نظامًا حكوميًا.
– استشراف: منصة تحليلات متقدمة لدعم اتخاذ القرار، تستخدم تقنيات متقدمة فائقة قائمة على الذكاء الاصطناعي، لإنتاج رؤى قيمة في مجالات التخطيط الاستراتيجي للمدينة ومراقبة الخدمات، وقدمت أكثر من 1000 دراسة تحليلة لدعم صنع القرار، وحققت وفورات مالية تويد على 51 مليار ريال منذ إطلاقها.
– “سواهر”: منصة للتحليلات المتقدمة للكاميرات تستخدم الذكاء الاصطناعي لتحليل البث وتسجيلات الفيديو والصور الملتقطة بكاميرات التحليل الذكي؛ لتمكين قدرات التحليل والتعرف المتقدم بما يسهم في الارتقاء بمدن المملكة لتصبح بين الأكثر أمانًا عالميًا.
– “توكلنا”: منصة وطنية موحدة تقدم خدمات إلكترونية عامة لتحسين جودة الحياة، وتشمل خدمات تعليم وصحة وغيرهما، وتجاوز عدد مستخدميها 32 مليون مستخدم نشط حاليًا.
– “إحسان”: منصة وطنية للعمل الخيري تعني باستثمار البيانات والذكاء الاصطناعي لتعظيم أثر المشاريع والخدمات الخيرية والتنمية، وقد تجاوزت فيمة تبرعاتها حتى منتصف يونيو 2024 حاجز الـ 4.8 مليارات ريال.
– “نفاذ” منصة وطنية للهوية الرقمية تسهل إجراء المعاملات الحكومية، تعتمد على تقنيات التعرف البيومترية المتقدمة، وقد حققت نجاحًا كبيرًا بتنفيذ أكثر من 1.2 مليار عملية منذ إطلاقها، ويستخدمها ما يزيد عن 21.8 مليون مستخدم نشط حاليًا.
وسائل دفاعية فعالة
يمثل الأمن السيبراني أهمية كبيرة للمدن الذكية؛ لأنها تعتمد بشكل كبير على البنية التحتية الرقمية المترابطة والبيانات والتطبيقات المتكاملة مما يجعلها عرضة للهجمات السيبرانية، التي تشمل:
– اختراق البيانات: تمثل الكميات الهائلة من البيانات الشخصية وبيانات الشركات في المدن الذكية قيمة عالية، وقد يمثل اختراقها تهديدًا لسلامة المواطنين وأمنهم.
– اختراق أنظمة البنية التحتية: يؤدي ربط أنظمة البنية التحتية الحيوية عبر شبكات الاتصالات إلى زيادة مخاطر الهجمات وحجم تأثيرها، وهو ما قد ينتج عنه العديد من الآثار السلبية، وتشمل انتهاك الخصصية، وإتلاف البيانات أو التلاعب بها، وسرقة البيانات، وابتزاز الأفراد والشركات، واهتزاز الثقة بالمدن الذكية، وتعطيل أنظمة البنية التحتية، والإضرار بالاقتصاد، وتعريض الأمن الوطني للخطر.
ولتجنب هذه الآثار السلبية المحتملة، كشفت “سدايا” عن أفضل الممارسات في الأمن السيبراني للمدن الذكية وتتمركز حول:
– الاستعداد: قياس مدى جاهزية المنظمة لإدارة مخاطر الأمن والخصوصية وإنشاء استراتيجية لإدارة المخاطر على مستوى المنظمة.
– التصنيف: إجراء تحليل لتصنيف مستوى الأثر والمخاطر المتعلقة بالأنظمة والبيانات التي تستخدمها المدينة الذكية لتقديم الخدمات.
– الاختيار: اختيار الضوابط الأمنية اللازمة وتخصيصها وتوثيقها لحماية الأنظمة والخدمات من مخاطر الأمن السيبراني.
– التنفيذ: تنفيذ الضوابط الأمنية المحددة وفقًا للخطة الاستراتيجية لضمان أمن وسلامة الأنظمة والخدمات الذكية.
– التقييم: تقييم فاعلية التنفيذ والتأكد من أن الضوابط الأمنية المطبقة تعمل بشكل صحيح، وإجراء الإصلاحات لسد نقاط الضعف أو أوجه القصور.
– الترخيص: تحديد الأشخاص المخول إليهم معالجة المخاطر في حال وجود تهديدات أمنية أو متعلقة بالخصوصية.
– المراقبة: مراقبة حالة الأمن السيبراني وحماية البيانات للأنظمة الذكية والإبلاغ عن وضع المخاطر.
ملخص التقرير
– تسعى المملكة إلى مواكبة التغيرات الحضرية الحاصلة في المدن والعمل على تحويلها إلى مدن ذكية عبر تسخير الجهود والمبادرات لدعم التحول الرقمي وتوظيف تقنيات الذكاء الاصطناعي وإنترنت الأشياء لتسهيل حياة الأفراد.
– ظهرت 5 مدن سعودية ضمن مؤشر “IMD” للمدن الذكية لسنة 2024، وهو مؤشر عالمي يقيس مستوى التطور الفعلي للمدن الذكية في جميع أنحاء العالم.
– جاءت مدينة الرياض في المرتبة 3 عربيًا و25 عالميًا، تلتها مكة المكرمة بالمرتبة 5 عربيًا و52 عالميًا، وبعدها جدة بالمرتبة 6 عربيًا و55 عالميًا.
– حلت المدينة المنورة بالمرتبة 7 عربيًا و74 عالميًا، أما مدينة الخبر فكانت بالمرتبة 9 عربيًا و99 عالميًا من إجمالي 142 مدينة من حول العالم شملها المؤشر.
– تمثل العدادات الكهربائية الذكية، وإنشاء تطبيقات مخصصة لخدمة القطاع الصحي كتطبيقي “صحة” و”طمني”، وتوظيف الأساور الذكية لخدمة المعتمرين والحجاج، وإطلاق منصة “ناجز” لتكون منصة موحدة للخدمات العدلية الإلكترونية، وإنشاء منصة “مدرستي: التعليمية لتكوين منظومة تعليم موحدة، أمثلة على استفادة المدن الذكية في المملكة من تقنيات الذكاء الاصطناعي وإنترنت الأشياء.
– وتتولى “سدايا” مسؤولية تمكين المدن الذكية في المملكة عبر إطلاق مجموعة من المبادرات تشمل منصة الحوسبة السحابية الحكومية “ديم”، وبنك البيانات الوطني، ومنصات “استشراف”، و”سواهر”، و”توكلنا”.
– تشمل أبرز الآثار السلبية للهجمات السيبرانية على المدن الذكية انتهاك الخصصية، وإتلاف البيانات أو التلاعب بها أو سرقتها وابتزاز الأفراد والشركات.
– تشمل أفضل الممارسات في الأمن السيبراني للمدن الذكية قياس مدى جاهزية المنظمة لإدارة المخاطر، واختيار الضوابط الأمنية اللازمة، وتقييم فاعلية التنفيذ، ومراقبة حالة الأمن باستمرار.