مع تسارع التطور التكنولوجي وزيادة الوعي بالاستدامة، أصبحت اتجاهات المستهلك تتغير بشكل ملحوظ، مدفوعة بالتحولات الاقتصادية والرقمية. في عام 2025، يتوقع أن يشهد السوق تحولات كبيرة في سلوك المستهلك، حيث تلعب التقنيات الذكية، والخدمات اللوجستية المتطورة، والتجارة الرقمية أدوارًا رئيسية في تشكيل مستقبل التجزئة. أصبح المستهلك أكثر اعتمادًا على الذكاء الاصطناعي التوليدي، وأكثر اهتمامًا بالاستدامة، وأكثر انجذابًا إلى التجارة الاجتماعية عبر وسائل التواصل. فما هي أبرز consumer trends 2025، وكيف يمكن للشركات والتجار مواكبة هذه التغيرات؟
تصنيفات المستهلكين: فئات متعددة وسلوكيات متباينة
لم يعد المستهلك مجرد فرد يتخذ قرارات شرائية متشابهة، بل أصبح جزءًا من مجموعات سلوكية متعددة تحدد توجهاته. تشير الأبحاث إلى أن المستهلكين يمكن تصنيفهم إلى خمس فئات رئيسية، بناءً على أولوياتهم وطريقة تفاعلهم مع السوق. اللافت أن جيل Z لم يعد كتلة متجانسة، إذ ينقسم إلى ثلاث فئات مختلفة، ما يعكس التنوع الكبير في طريقة استهلاكه للمنتجات. هذا التنوع يفرض على الشركات اعتماد استراتيجيات تسويق أكثر تخصيصًا تلائم كل فئة وفقًا لأنماطها الشرائية واهتماماتها المتنوعة.
كيف يكتشف المستهلكون المنتجات في 2025؟
أصبح المستهلك أكثر اعتمادًا على الذكاء الاصطناعي التوليدي لاكتشاف المنتجات واتخاذ قرارات الشراء. تشير الإحصائيات إلى أن 25% من المستهلكين يستخدمون تقنيات الذكاء الاصطناعي في التسوق، بينما أكد 68% منهم أنهم مستعدون للاعتماد على توصياته. هذا التوجه يعكس التحول التدريجي نحو التخصيص الفائق والتجارب الرقمية الذكية، خاصة لدى الأجيال الشابة مثل جيل Z وجيل الألفية. ومع تزايد انتشار البحث الصوتي والمرئي، أصبح 60% من المستهلكين يستخدمون أدوات الذكاء الاصطناعي بدلاً من محركات البحث التقليدية عند البحث عن المنتجات، في حين أن أكثر من 50% يعتمدون على البحث الصوتي أو المرئي لاتخاذ قرارات الشراء. ومع ذلك، فإن مستوى رضا المستهلكين عن هذه الأدوات لا يزال بحاجة إلى التحسين، مما يفتح المجال لمزيد من التطوير في هذه التقنية.
كيف تؤثر الاستدامة على قرارات الشراء؟
لم تعد قرارات الشراء تعتمد فقط على الجودة والسعر، بل أصبحت الاستدامة عاملاً حاسمًا يؤثر على اختيارات 64% من المستهلكين. المبادرات البيئية، مثل وضع العلامات الكربونية وتقليل هدر الطعام، باتت تحظى بتقدير واسع بين المتسوقين، مما أدى إلى ارتفاع نسبة الأشخاص المستعدين لدفع تكلفة إضافية تتراوح بين 1% و5% مقابل المنتجات المستدامة، حيث زادت النسبة من 30% في 2023 إلى 38% في 2024. كما أصبح المستهلك أكثر وعيًا بالأثر البيئي لممارساته اليومية، إذ يدرك 71% منهم التأثير السلبي لهدر الطعام على البيئة، مما عزز توجههم نحو المنتجات العضوية والتعبئة القابلة لإعادة التدوير.
التجارة الاجتماعية: كيف أصبحت وسائل التواصل منصات تسوق؟
باتت التجارة الاجتماعية تلعب دورًا رئيسيًا في عالم التسوق، حيث أصبحت منصات مثل إنستغرام وتيك توك المحرك الأساسي لاكتشاف المنتجات الجديدة. وفقًا للإحصائيات، يشتري 53% من جيل Z المنتجات عبر وسائل التواصل الاجتماعي، بينما ارتفعت نسبة الشراء عبر هذه المنصات من 24% في 2023 إلى 32% في 2024. لم يعد المستهلك يعتمد على التجربة التقليدية في التسوق، بل أصبح 68% من جيل Z يكتشفون المنتجات من خلال الفيديوهات القصيرة والمحتوى التفاعلي، مما يفرض على العلامات التجارية الاستثمار في استراتيجيات تسويق رقمية مبتكرة.
كيف تؤثر الإعلانات الرقمية على سلوك المستهلك؟
مع انتقال المتاجر إلى الاستثمار في الإعلانات الرقمية، أصبح المستهلك أكثر تفاعلاً مع الإعلانات الموجهة أثناء تجربة التسوق. تشير الأبحاث إلى أن 67% من المستهلكين يلاحظون الإعلانات المعروضة على مواقع المتاجر أو تطبيقاتها أثناء البحث عن المنتجات، مقارنة بـ 63% فقط ممن يتأثرون بالإعلانات على وسائل التواصل الاجتماعي. علاوة على ذلك، فإن ما يقارب ثلث عمليات الشراء عبر الإنترنت تتأثر مباشرة بالإعلانات الرقمية، مما يعزز أهمية شبكات الإعلانات في جذب المستهلكين والتأثير في قراراتهم الشرائية.
التسوق السريع.. مطلب أساسي في 2025
لم يعد المستهلك مستعدًا للانتظار لفترات طويلة لاستلام مشترياته، حيث أصبح التسوق السريع يعتمد بشكل متزايد على الخدمات اللوجستية المتقدمة والتقنيات الذكية لضمان توصيل أسرع وأكثر كفاءة. ارتفعت نسبة المستهلكين الذين يعتبرون التوصيل خلال ساعتين ميزة رئيسية عند التسوق من 34% في 2022 إلى 65% في 2024، بينما زاد استعداد العملاء للدفع مقابل التوصيل السريع ليصل إلى 9% من قيمة الطلب، مقارنة بـ 6% في العام السابق. هذا الاتجاه يؤكد أن الخدمات اللوجستية أصبحت عاملاً حاسمًا في كسب ولاء العملاء، مما يدفع الشركات إلى تحسين سلاسل التوريد الخاصة بها لضمان السرعة والكفاءة.
هل انتهت أزمة تكاليف المعيشة؟
رغم استمرار تأثير أزمة تكاليف المعيشة، إلا أن هناك إشارات على تحسن طفيف في معنويات المستهلكين. تشير التقارير إلى أن 64% من المتسوقين يزورون متاجر متعددة بحثًا عن العروض والتخفيضات، مقارنة بـ 56% في 2023. ومع ذلك، لا يزال المستهلك يبحث عن الجودة بأسعار معقولة، مما يدفع العلامات التجارية إلى تقديم قيمة مضافة دون المساس بجودة المنتجات.
لماذا يغير المستهلكون العلامات التجارية؟
لم يعد المستهلك مرتبطًا بعلامة تجارية واحدة، حيث أصبح 70% من العملاء يبدلون العلامات التجارية بشكل متكرر لاكتشاف خيارات جديدة. يشير 67% من المستهلكين إلى أن عدم التزام العلامة التجارية بالاستدامة هو أحد الأسباب الرئيسية للبحث عن بدائل أخرى، بينما يبحث ثلثا المستهلكين عن منتجات غذائية توفر قيمًا غذائية أعلى. هذا التحول يعكس الحاجة المتزايدة لدى الشركات للتركيز على الجودة، والاستدامة، وخلق تجربة تسوق متجددة تلبي توقعات المستهلكين.
كيف يمكن للشركات التكيف مع المستهلك الجديد؟
- تعزيز استخدام الذكاء الاصطناعي التوليدي في تحليل تفضيلات المستهلكين وتحسين التوصيات الشرائية.
- الاستثمار في الخدمات اللوجستية المتقدمة لتوفير خيارات تسليم أسرع وأكثر مرونة.
- تطوير استراتيجيات تسويق رقمية تعتمد على التجارة الاجتماعية والإعلانات الموجهة لزيادة التفاعل مع المستهلكين.
- اعتماد معايير الاستدامة والشفافية لبناء ثقة طويلة الأمد مع العملاء.
مع تغير اتجاهات المستهلك في 2025، ستظل الشركات الناجحة هي التي تتكيف بسرعة مع احتياجات السوق وتقدم تجربة شراء سلسة ومبتكرة.