يواجه قطاع الطاقة العالمية ضغوطًا تتعلّق بزيادة الطلب بنسب مختلفة حسب المنطقة الجغرافية، خلال العام الجاري 2025، لأسباب تختلف من بلد لآخر، مما يوجب على المجتمع الدولي التعاون لضمان تلبية هذه الاحتياجات دون الإضرار بالبيئة أكثر؛ لتفادي تفاقم مشكلة الاحتباس الحراري.
توقعات الطلب على الطاقة الكهربائية في 2025
تتوقع وكالة الطاقة الدولية، أن ينمو الطلب العالمي على الكهرباء بنسبة 4% في عام 2025، استمرارًا للاتجاه الذي بدأ في عام 2024.
ويمثل نمو الطلب على الطاقة الكهربائية بهذه النسبة أسرع معدل زيادة منذ ما يقرب من عقدين من الزمن، مدفوعًا بالنشاط الاقتصادي، والاعتماد الواسع النطاق على المركبات الكهربائية، والمضخات الحرارية، وزيادة احتياجات التبريد بسبب الظروف الجوية القاسية.
أوضحت الوكالة أن الزيادة الكبيرة في الطلب على الكهرباء ناجمة عن تسارع التصنيع والنمو السكاني في الاقتصادات الناشئة.
على سبيل المثال، من المتوقع أن تشهد الهند ارتفاعًا بنسبة 8% في الطلب على الكهرباء، بسبب التوسع الاقتصادي المستمر والاستخدام المتزايد لتكييف الهواء أثناء موجات الحر الطويلة، في مقابل 6% ارتفاعًا في الصين، مدفوعًا بنشاط التصنيع المكثف.
وعلى النقيض من ذلك، من المتوقع أن تشهد الولايات المتحدة زيادة أكثر اعتدالاً بنسبة 3% في الطلب على الكهرباء في عام 2025، بسبب نمو قطاعي النقل والبناء ومتطلبات الطاقة المتزايدة لمراكز البيانات.
وفي الوقت نفسه، من المتوقع أن يشهد الاتحاد الأوروبي انتعاشًا متواضعًا، حيث من المتوقع أن يبلغ نمو الطلب 1.7%، مع استمرار المنطقة في التعافي من أزمة الطاقة والتباطؤ الاقتصادي في السنوات السابقة.
توسع الطاقة المتجددة يمثّل مستقبل الطاقة العالمية
تتوقع وكالة الطاقة الدولية خلال 2025 أن تساهم المصادر المتجددة بنسبة 35% من توليد الكهرباء على مستوى العالم، ارتفاعًا من 30% في عام 2023.
وتشير الوكالة في توقعاتها لمستقبل الطاقة العالمية في 2025، أن الطاقة الشمسية الكهروضوئية ستغطّي ما يزيد عن نصف الطلب العالمي الإضافي على الكهرباء خلال العام.
وفقًا للوكالة، فإن الطاقة الشمسية وطاقة الرياح مجتمعتين هما أكثر مصادر الطاقة استخداما في توليد الطاقة الكهربائية في العالم لتلبية زيادة الطلب، حيث تغطيان ثلاثة أرباع هذا النمو.
ويعزى هذا النمو الكبير إلى انخفاض تكاليف التكنولوجيا، والسياسات الحكومية الداعمة، والحاجة الملحة للحد من انبعاثات الغازات المسببة للانحباس الحراري العالمي.
المصادر غير المتجددة تحتفظ بمكانتها في سوق الطاقة العالمية
على الرغم من التحوّل نحو المصادر المتجددة في مزيج الطاقة العالمية، من المتوقع أن يؤدي النمو القوي في الطلب على الكهرباء، وخاصة في آسيا، إلى زيادة الاعتماد على الوقود الأحفوري في بعض المناطق لتلبية متطلبات الطاقة القصوى.
في الولايات المتحدة، من المتوقع أن يحافظ الغاز الطبيعي على حصته في توليد الطاقة عند 39%، بانخفاض طفيف عن 42% في عام 2024، مع ارتفاع إنتاج الطاقة المتجددة لتلبية الطلب المتزايد.
ما هي أكبر مصادر للطاقة في العالم؟
حسب وكالة الطاقة الدولية، يبقى الوقود الأحفوري المصدر الأكبر للكهرباء، ولكن من المقرر أن تلبي الطاقة المتجددة، وخاصة الطاقة الشمسية الكهروضوئية، جزءًا كبيرًا من هذا الطلب، مما يمثل خطوة مهمة نحو مستقبل الطاقة المستدامة.
ويقول مسؤولو الوكالة، إنه لتحقيق الاستفادة الكاملة من إمكانات الطاقة المتجددة وضمان أمن الطاقة، هناك حاجة إلى استثمارات كبيرة في البنية التحتية للشبكات وتخزين الطاقة وكفاءة الطاقة، إذ يعتمد نجاح التحول العالمي في مجال الطاقة على قدرة البلدان على التعامل مع هذه التغييرات وتنفيذ السياسات والتقنيات اللازمة لدعم نظام طاقة مرن ومستدام.
وتلعب التطورات التقنية في تخزين الطاقة وإدارة الشبكات دورًا حاسمًا في عام 2025، خاصة أنظمة تخزين البطاريات المتقدمة والعدادات الذكية وتقنيات الاستجابة للطلب ضرورية لإدارة الأحمال القصوى والحفاظ على استقرار الشبكة.
وتساعد هذه التقنيات أيضًا في تقليل استهلاك الطاقة خلال فترات الذروة، وتحسين كفاءة الطاقة الإجمالية وتقليل التأثير البيئي للطلب المتزايد على الكهرباء.