وضعت السعودية نصب عينيها تحقيق المزيج الأمثل والأكثر كفاءة والأقل كلفة لإنتاج الكهرباء نصب عينيها، عبر إزاحة الوقود السائل والاعتماد بشكل أكبر على الطاقة المتجددة والغاز الطبيعي، كإحدى الأولويات لإنجاز مستهدفات رؤية السعودية 2030، الرامية لبناء مستقبل مستدام يتمتع فيه المواطني والمقيم على أرض المملكة بأعلى جودة حياة ممكنة، وتنتعش البيئة بعد عقود طويلة من الممارسات الخاطئة حول العالم، التي جعلت كوكبنا على شفا دخول مرحلة الانهيار.
التزمت المملكة بكل ما تعهدت به فيما يتعلق بمجال الطاقة، حيث يسير العمل بدون كلل للوصول إلى هدف صافي الصفر من الانبعاثات الكربونية، وهو ما تثبته الأرقام.
برنامج وطني خاص بالطاقة المتجددة
حددت رؤية 2030 هدفًا يتمثّل في تشكيل مصادر الطاقة المتجددة مع الغاز الطبيعي ما يقارب 50% من مزيج الطاقة لإنتاج الكهرباء بحلول نهاية العقد الجاري.
وفي عام 2023، تراوحت نسبة الاعتماد على الطاقة المتجددة كمصدر لإنتاج الكهرباء بين 45% و50%، مقابل نسبة مماثلة للطاقة الحرارية.
بالعودة إلى بيانات العام 2019، نجد أن الوقود السائل شكّل ما نسبته 51% من مصادر توليد الكهرباء، مقابل 49% للغاز الطبيعي.
ويعمل البرنامج الوطني للطاقة المتجددة على رفع رصيده من الإنجازات المتحققة، عبر زيادة حصة المملكة في إنتاج الطاقة إلى الحد الأمثل.
إحصاءات الطاقة المتجددة في السعودية
وفقًا لأحدث إحصاءات الطاقة المتجددة في السعودية، والصادر في ديسمبر 2023، استنادًا إلى بيانات العام 2022، بلغت كمية الطاقة الكهربائية المولدة من مشاريع الطاقة المتجددة التي تم ربطها بالشبكة العامة 5520 جيجا واط للساعة سنويًا.
وبلغت كمية الإنتاج السنوية في مشروع دومة الجندل لطاقة الرياح 1588 جيجا واط في الساعة في 2022.
وخلال نفس العام، بلغت كمية إنتاج مشروع سكاكا للطاقة الكهروضوئية 932 جيجا واط في الساعة.
وينتمي مشروعي دومة الجندل لطاقة الرياح وسكاكا للطاقة الشمسية الكهروضوئية إلى برنامج الطاقة المتجددة التي تسهم في تحقيق أحد أهداف رؤية المملكة 2030.
واستحوذت مشاريع الطاقة الشمسية على الحصة الأكبر من مشاريع الطاقة المتجددة في السعودية بنسبة 84.84%.
أفادت الهيئة العامة للإحصاء أن عدد المشاريع التي تم إطلاقها حتى نهاية عام 2022 وصل إلى 19 مشروعًا، في مراحل مختلفة من التنفيذ، بسعة إجمالية تبلغ 14513 ميجا واط.
وبتوزيع موارد الطاقة المتجددة ضمن هذا الرقم، يتبين أن مشاريع الطاقة الشمسية تختص بإنتاج 12313 ميجا واط، في مقابل 2200 ميجا واط لطاقة الرياح.
وتهدف مشاريع الطاقة المتجددة حين ربطها بالشبكة في توليد طاقة كهربائية تبلغ كميتها 43698 جيجا واط في الساعة سنويًا.
ويتوقع البرنامج الوطني للطاقة المتجددة ضمن رؤية 2030 أن تسهم هذه المشاريع في تزويد ما يقارب 2.6 مليون وحدة سكنية بالكهرباء سنويًا، كما ستسهم في خفض انبعاثات غاز ثاني أكسيد الكربون بنحو 24.8 مليون طن سنويًا.
السعوديون يساهمون في تحقيق المستهدفات الوطنية
يلقى مشروع الطاقة المتجددة في السعودية استجابة شعبية، وهو ما تبيّنه نتائج نشرة إحصاءات الطاقة المنزلي لعام 2023، الصادرة في نوفمبر 2024.
أفادت نتائج النشرة أن نسبة الأسر المهتمة جدًّا بترشيد استهلاك الطاقة في السعودية بلغت 92.1% خلال عام 2023.
وكشفت النشرة أن نسبة الأسر التي تطبق تعليمات ترشيد الطاقة في استخدام الأجهزة الكهربائية في المسكن 83.6%.
وبلغت نسبة الأسر التي ترغب بإنفاق بعض المال لاستبدال الأجهزة القديمة بأجهزة حديثة ذات كفاءة طاقة أعلى 55.2%.
وتشير النتائج إلى أن 42.3% من الأسر ترغب باستخدام الطاقة الشمسية في المسكن على مستوى المملكة.
ووفقًا لنتائج النشرة استحوذت منطقة الرياض على النصيب الأعلى من استهلاك الطاقة الكهربائية للقطاع السكني بنسبة 28.1 %، تليها منطقة مكة المكرمة بنسبة 25.5%.
ووصلت نسبة استهلاك الطاقة الكهربائية في المنطقة الشرقية 16.7%، فيما كانت منطقة الباحة هي الأقل استهلاكًا على مستوى المناطق الإدارية بنسبة 0.9%.
وأظهرت نتائج النشرة أن متوسط ساعات التشغيل الأسبوعي للأجهزة الكهربائية لتسخين المياه بلغ 62.1 ساعة أسبوعيًّا خلال عام 2023.
وبلغ متوسط ساعات التشغيل الأسبوعي للتكييف 51.5 ساعة أسبوعيًّا، بينما بلغ متوسط ساعات التشغيل الأسبوعي للتدفئة 17.9 ساعة أسبوعيًّا.
وفيما يخص الأجهزة الكهربائية المستخدمة للطبخ فقط بلغ متوسط ساعات التشغيل الأسبوعي 6.8 ساعة أسبوعيًّا.
وأفادت النشرة أن نسبة المساكن التي تستخدم أشكال الطاقة المختلفة للطبخ في القطاع السكني بلغت 98.4%.
وأوضحت النتائج أن نسبة المساكن التي تستخدم مادة الغاز 89% من إجمالي أشكال الطاقة المستخدمة للطبخ، بينما بلغت نسبة المساكن التي تستخدم الكهرباء لهذا الغرض 9.3%.
ميزة تنافسية للطاقة المتجددة
ينسحب الاعتماد الطاقة المتجددة على ما هو أكثر من الاستدامة البيئية إذ يحقق الاستدامة الاقتصادية أيضًا وهي مستهدف أساسي لرؤية السعودية 2030.
وتتميز المملكة باحتوائها على مصادر طاقة متجددة عديدة يمكنها استغلالها لتحقيق الكفاءة المرجوّة.
وأصبح توليد الطاقة المستدامة ممكنًا بتكاليف أقل كما يشير تقرير تكاليف توليد الطاقة المتجددة لعام 2023 الصادر عن الوكالة الدولية للطاقة المتجددة “آيرينا“، في سبتمبر 2024.
كشف التقرير أن مصادر الطاقات المتجددة لا تزال تحتفظ بميزتها التنافسية على الرغم من عودة أسعار الوقود الأحفوري إلى مستويات التكلفة التاريخية.
أشار التقرير الجديد أن إجمالي القدرة المضافة من الطاقة المتجددة في عام 2023 بلغ 473 جيجاواط، وكانت تكلفة إنتاج 81%، أو ما يعادل 382 جيجاواط، من مشاريع الطاقة المتجددة المنفذة حديثًا أقل من بدائلها من الوقود الأحفوري.
ولفت التقرير أن تكاليف إنتاج الطاقة الشمسية الكهروضوئية العالمية في عام 2023 كانت أقل بنسبة 56% من خيارات الوقود الأحفوري والنووي.
وبشكل عام، وفرت مشاريع الطاقة المتجددة التي تم تطويرها حول العالم منذ عام 2000 ما يصل إلى 409 مليار دولار من تكاليف الوقود في قطاع الطاقة.
وتتوقع الوكالة الدولية للطاقة المتجددة نموًا ملحوظًا في قدرات توليد الطاقة المتجددة خلال السنوات القادمة، مما يمنح دول العالم فرصًا اقتصادية كبيرة.
وتشير تحليلات “آيرينا” أن الطاقة الشمسية الكهروضوئية وطاقة الرياح البرية سيكون لها الأثر الأكبر في تحقيق هدف مضاعفة إنتاج الطاقة المتجددة خلال السنوات المقبلة.