ساعدت فترة الإغلاق خلال جائحة كورونا عالم الأعمال على قياس تأثير أنظمة عمل غير تقليدية على أداء وإنتاجية الموظّفين، مثل العمل الهجين، والعمل عن بعد، بعد أن كان إنجاز المهام الوظيفية قاصرًا على مقرّ المؤسسة في معظم الحالات.
وبعد نهاية فترة الإغلاق، اكتشفت نسبة كبيرة من الموظّفين مزايا العمل عن بعد، واعترض عدد كبير منهم على قرارات الشركات بالعودة للعمل في المكاتب، واقترحوا الاعتماد على نظم العمل الهجينة، فلماذا أصبحت اتجاهًا مُفضّلًا بالنسبة إليهم؟
ما مدى شيوع العمل الهجين؟
يظهر استطلاع رأي أجرته شركة التحليلات والاستشارات الأمريكية “غالوب” مؤخرًا، أن 55% من الموظفين في الولايات المتحدة يعتمدون على نظم العمل الهجينة، بينما يعمل 26% منهم عن بعد، فيما لا يزال 19% يؤدون كل مهامهم داخل مكان العمل.
ما هو نظام العمل الهجين؟
ويختلف نظام العمل الهجين عن العمل عن بعد، ففي الأول يُسمح للموظف بأداء بعض المهام من المنزل وأخرى في المكتب حسب الحاجة، أو بتحديد أيام من الأسبوع للعمل المكتبي، أما الثاني لا يرتبط فيه الموظف بالحضور لمقرّ المؤسسة.
مستقبل العمل خارج مقار المؤسسات
يكشف استطلاع الرأي الذي أجرته “غالوب” أن 6 من كل 10 يفضّلون نظام العمل الهجين، بينما يفضّل 3 العمل عن بعد بالكامل، ويذهب 1 فقط إلى أن العمل في الموقع هو الخيار المفضّل.
أفادت نتائج الاستطلاع أن الموظفين الذين يعملون بالنظام الهجين يشعرون بقوة مزايا هذه الطريقة بمعدل ضعفين إلى ثلاثة مقارنة بالتحديات التي تواجههم.
ويأتي تحسين التوازن بين العمل والحياة الشخصية على رأس قائمة مميزات النظام الهجين، حيث اتفق عليه 76% ممن شاركوا في استطلاع الرأي.
وأجاب 64% من المشاركين بأنهم يفضّلون العمل عن بعد عن الأنظمة الأخرى؛ لأنه يحقّق كفاءة أعلى في استغلال الوقت خلال اليوم أو الأسبوع.
واتفق 61% على أن هذا النظام يخفض مستويات التعب والإرهاق في العمل، ورأى 57% أنه مميز لأنه يمنحهم حرية أكبر في اختيار متى وأين يؤدون مهامهم الوظيفية، واجتمع 52% على أنه يساعدهم على تحقيق إنتاجية أعلى.
هل العمل الهجين أفضل من العمل عن بعد؟
جاءت نسب معاناة المشاركين في استطلاع “غالوب” من تحديات العمل خارج المكتب، سواء بشكل كامل أو بالنظام الهجين، أقل بكثير من المميزات التي أبلغوا عنها.
يعتقد 31% من المشاركين أن نقص إمكانية الوصول إلى مصادر ومعدات العمل المتواجدة في مقرّ المؤسسة يمثّل تحدّيًا كبيرًا لهم حينما يعملون عن بعد.
ويشعر 28% من العاملين عن بعد أو بالنظام الهجين باتصال أقل بثقافة المنظمة التي يعملون لديها، فيما يعتقد 24% أنهم يعانون من نقص في التعاون مع أعضاء فريق العمل.
وبنسبة أقل، يعتقد 21% أن العمل الهجين يؤدي لضعف العلاقات بين زملاء العمل، ويرى 18% أنه يتسبب في انخفاض التعاون والتواصل بين مختلف أقسام المؤسسة.
وأبلغ 17% من المشاركين في استطلاع الرأي أنهم يعانون تعطّل العمليات بسبب غياب التواصل المباشر، وبذات النسبة، قال آخرون إنه يخلق صعوبة في تنسيق جدول العمل مع الزملاء في الفريق.
الشركات مستفيدة أيضًا
يميل الموظفون الذين يعملون عن بعد أو بنظام العمل الهجين إلى تحقيق مشاركة أكبر في أداء المهام من الموظفين الموجودين في مقر الشركة.
وتحصل المؤسسات على مزايا كبيرة لتطبيق هذه الأنظمة، تشمل توسيع نطاق التوظيف ليشمل المواهب على المستوى الوطني والدولي بدلًا من السوق المحلية فقط، فضلًا عن جذب أصحاب المواهب العالية عبر ميزة المرونة في مكان العمل.
وتشير نتائج استطلاع “غالوب” إلى مخاطر ينطوي عليها إلغاء المرونة في العمل عن بعد أو عبر نظم العمل الهجين.
قال 6 من كل 10 موظفين شاركوا في الاستطلاع إنهم من المرجح أن يبحثوا عن وظيفة أخرى إذا ما قررت المؤسسة التي يعملون لديها إلغاء المرونة، وإجبارهم على العمل داخل مقرّها.