مع بداية عام 2025، تواجه بيئة العمل تحديات معقدة تؤثر بشكل مباشر على سعادة الموظفين والإنتاجية.
سلط تقرير حديث صادر عن مؤسسة Gallup الضوء على قضايا جوهرية تشمل الضغوط في بيئة العمل وظهور الفجوات الإقليمية في بيئة العمل.
تعكس هذه التحديات الحاجة الملحّة إلى تحسين بيئة العمل لتعزيز الأداء وتحقيق النجاح في عالم الأعمال المتغير.
انخفاض مشاركة الموظفين
أظهرت بيانات Gallup انخفاضًا كبيرًا في نسبة الموظفين المشاركين بنشاط في عملهم، حيث بلغ هذا التراجع أدنى مستوى له خلال العقد الماضي.
في عام 2024، وصلت نسبة مشاركة الموظفين في الولايات المتحدة إلى أدنى مستوى لها خلال 11 عامًا، بينما تشير مقاييس أخرى رئيسية إلى صورة أكثر قتامة.
كانت نسبة الموظفين الذين يشعرون بالرضا التام عن عملهم تبلغ 28% في عام 2014، وبقيت مستقرة نسبيًا حتى عام 2020 إذ تراوحت بين (26%-27%)، لكنها انخفضت بشكل ملحوظ خلال فترة جائحة كوفيد-19 لتصل إلى 18% بحلول عام 2022.
بعد ذلك، لم تُظهر أي تحسن كبير وبقيت عند مستويات منخفضة بين 18% و19% حتى عام 2024.
أما نسبة الموظفين الذين يبحثون بنشاط عن وظيفة جديدة فقد بلغت 51% في عام 2014 وتناقصت تدريجيًا لتصل إلى 42% في عام 2018.
لكن مع بداية جائحة كوفيد-19، شهدت النسبة ارتفاعًا تدريجيًا، حيث وصلت إلى 48%-50% خلال الفترة 2020-2022، لتستقر في عام 2024 عند 51%.
يعكس هذا الارتفاع المستمر الضغوط في بيئة العمل وتأثيرها السلبي على التوازن بين العمل والرفاهية.
أسواق العمل ورضا الموظفين
في تقرير “حالة بيئة العمل العالمية لعام 2024″، قامت مؤسسة Gallup بتحليل العلاقة بين مشاركة الموظفين وأسواق العمل المحلية.
وجدت المؤسسة أنه عندما يكون العثور على وظيفة أكثر صعوبة، تزداد احتمالية انعدام مشاركة الموظفين بشكل كبير، يمكن تفسير ذلك بأن الأشخاص يصبحون غير راضين للغاية عندما يشعرون بأنهم عالقون في وظيفة لا يحبونها.
وجاءت السعودية إلى جانب الكويت والدنمارك في تصنيف الدول التي تتمتع بمستويات منخفضة من الانفصال الوظيفي مع تقييم إيجابي لسوق العمل، بينما تونس ولبنان كان لديهما أعلى مستويات من الانفصال الوظيفي، مما يعكس الفجوات الإقليمية في بيئة العمل.
الذكاء الاصطناعي في بيئة العمل
منذ إطلاق ChatGPT في عام 2022، استثمر القادة بشكل كبير في الذكاء الاصطناعي لتعزيز الإنتاجية وخدمة العملاء داخل مؤسساتهم. ولكن حتى الآن، لا تزال وتيرة اعتماد الموظفين للذكاء الاصطناعي في بيئة العمل متأخرة مقارنة بالضجة المحيطة به.
يشير ما يقرب من سبعة من بين كل عشرة موظفين إلى أنهم لا يستخدمون الذكاء الاصطناعي مطلقًا، بينما يقول واحد من بين كل عشرة موظفين فقط إنه يستخدمه مرة واحدة على الأقل أسبوعيًا. وظلت هذه الأرقام دون تغيير يذكر بين عامي 2023 و2024.
ما يزيد الأمر وضوحًا، أن نسبة الموظفين الذين يشعرون بأنهم مستعدون تمامًا للعمل باستخدام الذكاء الاصطناعي انخفضت بمقدار ست نقاط مئوية خلال نفس الفترة.
وكشفت دراسة أن 33% من الموظفين يعتقدون أن مؤسساتهم بدأت في تبني تقنيات الذكاء الاصطناعي لتحسين ممارسات العمل، مثل زيادة الإنتاجية والكفاءة والجودة.
يدعو هذا الواقع إلى ضرورة النظر في الفجوة بين تطلعات القادة واستعداد الموظفين، وتوفير تدريب شامل لدعم التحول الرقمي وتعزيز سعادة الموظفين والإنتاجية.
المسار المهني للأمهات العاملات
تسعى العديد من الأمهات والآباء العاملين إلى أدوار قيادية وإدارية في حياتهم المهنية، ومع ذلك، فإن 35% من النساء اللواتي لديهن أطفال اضطررن لرفض أو تأجيل ترقية بسبب الالتزامات الأسرية، مقابل 18% فقط من الرجال.
كما فكرت نسبة 44% من النساء بجدية في تقليل ساعات عملهن بسبب مشكلات رعاية الأطفال، مقارنة بـ 24% فقط من الرجال.
هذا الواقع يوضح تأثير الضغوط في بيئة العمل على النساء، خاصة مع وجود مسؤوليات إضافية.