تكثّف المنظمات البيئية الدولية جهودها لتحفيز مختلف بلدان العالم لإدارة النفايات بطريقة آمنة، بما يساهم في معالجة مشكلات بيئية عديدة، وتقليل مسببات التغيّر المناخي.
ورغم ذلك، لم تنتشر الإدارة الآمنة للنفايات الصلبة المنزلية والتجارية على نطاق واسع بعد في العديد من الدول في آسيا وأفريقيا.
الوضع العالمي لإدارة النفايات
في قارة أفريقيا، تم منح 15 دولة ما لا يزيد عن 10 من أصل 100 نقطة في التصنيف الفرعي لإدارة النفايات في مؤشر “ييل” للأداء البيئي.
وحصلت أربع دول آسيوية على نتائج سيئة بنفس القدر، وهي ميانمار وأفغانستان وقيرغيزستان وطاجيكستان.
وفي المقابل، فإن دول جنوب آسيا، وكذلك كمبوديا ومنغوليا وأوزبكستان ولاوس، تحتل مرتبة أعلى قليلاً.
ويفترض البنك الدولي أن توليد النفايات في أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى وجنوب آسيا سينمو بشكل أسرع حتى عام 2050 بسبب ارتفاع عدد السكان في المنطقة الذين لا يزالون في طور الوصول إلى الأسواق الاستهلاكية الحديثة.
وبينما تظهر منطقة شرق آسيا والمحيط الهادئ نموًا أبطأ، فهي بالفعل المنطقة التي تنتج معظم النفايات اليوم وستظل في هذا الوضع في المستقبل.
وفقا لجامعة “ييل” الأمريكية، تنتج النفايات الصلبة 5% من انبعاثات الغازات الدفيئة على مستوى العالم، في حين أنها تشكل أيضًا مصدرًا للتلوث وتلوث التربة والمياه والهواء والغذاء من خلال الترشيح والحرق والحشرات عندما تتم إدارتها بشكل سيء.
وتشكًل النفايات البلاستيكية تهديدًا خطيرًا لمجموعة واسعة من الحيوانات البحرية، لأنها تصل في كثير من الأحيان إلى المحيطات.
وفقًا لتصنيف جامعة “ييل” حصلت هايتي وفنزويلا على أسوأ تصنيف في الأمريكتين، بينما في أوروبا، تعد ألبانيا والجبل الأسود الأقل نجاحًا في إدارة النفايات.
وفي الوقت نفسه، تعد الدول الآسيوية المتقدمة سنغافورة وكوريا الجنوبية من بين الدول العشر الأفضل تصنيفًا إلى جانب الدول الاسكندنافية والدول الناطقة بالألمانية بالإضافة إلى لوكسمبورغ والتشيك.
وتأتي أستراليا في المرتبة 12 بينما تأتي المملكة المتحدة في المرتبة 26 والولايات المتحدة في المرتبة 46.
وكما يظهر في المخطط البياني التالي، حصلت المملكة على تقييم من 51 إلى 70 على المؤشر، مقارنة بأداء سيئ لمعظم دول القارة الآسيوية.
من الجدير بالذكر أن نظام معالجة النفايات بطريقة آمنة، يقوم على التخلص منها بدون خطر على البيئة، أو إعادة استخدامها، إلى جانب تقليلها.
وتتجه الاستراتيجيات والأساليب الحديثة لإدارة النفايات نحو الاستدامة.
ومن أهم هذه الوسائل، إعادة التدوير، المعروفة أيضًا باسم إعادة المعالجة الفيزيائية، والتي تعتبر مثالية للتخلص من النفايات غير العضوية مثل البلاستيك والزجاج والمعادن.
وعلى الرغم من إمكانية إعادة تدوير النفايات العضوية، مثل الورق والمواد الغذائية، إلا أن التسميد سيكون طريقة أفضل للتخلص منها لأنه يحولها إلى أسمدة غنية بالمغذيات.
وفي بعض الحالات، يتم تحويل النفايات إلى طاقة حرارية أو كهربائية أو وقود باستخدام مصادر الطاقة المتجددة مثل الهضم اللاهوائي.
وتقوم عملية الهضم اللاهوائي على إعادة المعالجة البيولوجية للسماد الحيواني والفضلات البشرية وتحويلها إلى غاز حيوي غني بالميثان.