Search
Close this search box.

التجديد والابتكار.. محرّكان لنمو الأعمال

تقترب المملكة شيئًا فشيئًا من الوصول لعام 2030، والذي سيشهد انتهاء خطة الوصول لأهداف الرؤية الطموحة؛ لبدء حقبة جديدة قائمة على الاستدامة.

وبفضل رحلة التحوّل الهائلة المرتبطة بمحددات الرؤية، يظهر قادة الأعمال ثقة كبيرة في المملكة، في ما يتعلق بالنمو الاقتصادي على المدى البعيد، وهو ما ينعكس في استمرارهم بتجديد أعمالهم.

أصدرت شركة “PricewaterhouseCoopers”، وهي واحدة من أكبر 4 شركات محاسبة في العالم، نتائج الاستطلاع السنوي السابع والعشرين لانطباعات الرؤساء التنفيذيين في المملكة.

أظهر استطلاع الرأي أن قادة الأعمال في المملكة، يتطلعون إلى تطوير أعماليهم في ضوء المشاريع الكبرى وعمليات التحوّل في المجال التقني.

الثقة بالاقتصاد السعودي في أوجها

أدّى التحوّل الذي تشهده المملكة في مختلف المجالات إلى نمو اقتصادي وإصلاحات كبيرة تهدف إلى خفض الاعتماد على النفط، وتنويع الاقتصاد.

ونتيجة لذلك، جاءت نتائج الاستطلاع لتكشف عن مستوى عالٍ من الثقة في الاقتصاد السعودي ونموه في المستقبل.

عبّر 89% من الرؤساء التنفيذيين بالمملكة عن شعورهم بالتفاؤل حيال النمو الاقتصادي على مدى الأشهر الاثني عشر المقبلة، وهي نسبة تتخطى المتوسط العالمي البالغ 44%، والمتوسط في منطقة الشرق الأوسط البالغ 73%، والمتوسط في منطقة الخليج البالغ 81%.

وسلط تقرير “PwC” الضوء على ارتفاع تصنيف المملكة في الاقتصادات العالمية لتحتل المرتبة 17 كأكبر اقتصاد من حيث حجم إجمالي الناتج المحلي في العام 2022، وذلك بناءً على أسعار الصرف السائدة في السوق وتعادل القوة الشرائية.

في العام 2022، تجاوز الناتج الإجمالي المحلي في المملكة تريليون دولار أمريكي للمرة الأولى في تاريخه، واستمر على هذا النحو خلال عام 2023، ويتوقّع صندوق النقد الدولي بلوغه قيمة 1.38 تريليون دولار أمريكي بحلول العام 2028.

وانعكست هذه الإيجابية في مستوى أداء الشركات أيضًا، حيث عبّر 54% من الرؤساء التنفيذيين عن ثقة كبيرة في نمو إيرادات شركاتهم على مدى الأشهر الاثني عشر المقبلة، مقابل 37% عالميًا، فيما أبلغ 40% عن مستوى ثقة متوسط، مقابل 32% عالميًا.

وبالنظر إلى المستقبل، تستمر معدلات التفاؤل بالارتفاع، إذ يفيد 83% عن ثقتهم بآفاق نمو إيرادات شركاتهم على مدى السنوات الثلاث المقبلة، وهي نسبة تتجاوز المتوسط العالمي البالغ 49%.

وبالنظر إلى النطاق الواسع للمشاريع التي يتم تنفيذها حاليًا في المملكة يفيد 74% من الرؤساء التنفيذيين السعوديين بأنهم سيزيدون عدد الموظفين لديهم، وهي نسبة تكاد تصل إلى ضعف النسبة التي أفاد بها نظراؤهم حول العالم بمقدار 39%.

التجديد والابتكار. محرّكان لنمو الأعمال 1

فرص النمو

عبّر الرؤساء التنفيذيون السعوديون الذين شاركوا في الاستطلاع عن ضرورة التطوّر، إذ أشار 49% منهم إلى أن شركاتهم لن تتمكّن من الصمود خلال 10 أعوام، إذا استمروا باعتماد أساليب العمل ذاتها، وهي نسبة مشابهة للمتوسط العالمي البالغ 45%.

على مدى السنوات الخمس الماضية، أقام أكثر من نصف الرؤساء التنفيذيين السعوديين شراكات استراتيجية، وطوّر 46% منهم منتجات وخدمات جديدة، فيما اعتمد 43% منهم تقنيات جديدة حرصًا على قدرة صمود أعمالهم ومرونتها.

في الفترة عينها، اعتبر 54% من الرؤساء التنفيذيين أن الأنظمة الحكومية تشكّل عاملاً رئيسيًا في تغيّر كيفية خلق الشركات للقيمة وتحصيلها وتوفيرها، بينما أرجع 51% من الرؤساء التنفيذيين ذلك إلى عدم الاستقرار على صعيد سلسلة التوريد.

وفيما يخص المستقبل، أشار من الرؤساء التنفيذيون في المملكة أن التغييرات في المجال التقني وتفضيلات العملاء تشكّلان العامل الأبرز الذي سيحدد كيف ستتغيّر نماذج الأعمال خلال السنوات الثلاث المقبلة.

اعتبر أكثر من نصف الرؤساء التنفيذيين بما يصل إلى 54% أن الذكاء الاصطناعي التوليدي سيحسّن جودة الخدمات والمنتجات في شركاتهم خلال الأشهر الاثني عشر المقبلة، وأشار 66% منهم إلى أن الذكاء الاصطناعي التوليدي سيغيّر خلال السنوات الثلاث المقبلة وإلى حدّ كبير، الطريقة التي يتم عبرها خلق القيمة وتحصيلها وتوفيرها.

وأفاد 71% من القادة في المملكة أن الذكاء الاصطناعي التوليدي سيتطلب خلال السنوات الثلاث المقبلة، توافر مهارات جديدة في صفوف القوى العاملة، وهي نسبة أعلى من المتوسط العالمي البالغ 69%.

في السياق عينه، توقّع 74% من القادة السعوديين أثرًا كبيرًا على الميزات التنافسية لشركاتهم نتيجةً لاعتماد الذكاء الاصطناعي التوليدي، وهي نسبة أعلى من المتوسط العالمي البالغ 68%.

وتوافق غالبية قادة الأعمال في المملكة على أن الذكاء الاصطناعي التوليدي سيعزز معدلات الكفاءة في العمل وأداء الموظفين على السواء.

وبالنظر إلى قدرة الذكاء الاصطناعي التوليدي على إعادة رسم معالم اقتصادات العمل، أشار 66% من الرؤساء التنفيذيين في المملكة إلى أنه سيزيد الإيرادات، فيما اعتقد أكثر من نصفهم أنه يعزز معدلات الربح خلال الأشهر الاثني عشر المقبلة.

وعلى الرغم من الرغبة في اعتماد تقنيات جديدة، يساور الرؤساء التنفيذيين في المملكة القلق بشأن المخاطر السيبرانية، إذ أشار 40% منهم إلى أنهم عرضة بشكل معتدل لهذه المخاطر، و20% منهم إلى أنهم عرضة بشكل كبير وللغاية إليها خلال فترة الأشهر الاثني عشر المقبلة.

التجديد والابتكار. محرّكان لنمو الأعمال 2

ماذا بعد؟

تشير النتائج التي توصل إليها الاستطلاع إلى التزام متجدد من قبل قادة الأعمال في منطقة الشرق الأوسط بالمساهمة في حل أزمة التغير المناخي، حيث أفاد 15% منهم مقابل 12% عالميًا، بأنهم يعتبرونها مشكلة ذات أولوية.

هذه النسبة أعلى في المملكة، حيث أفاد 29% من الرؤساء التنفيذيين في المملكة أنهم يولون تركيزًا كبيرًا لمشاكل التغيّر المناخي في البلاد.

يعمل 60% من الرؤساء التنفيذيين في المملكة على تحسين معدلات كفاءة الطاقة في شركاتهم، فيما يبتكر أكثر من نصفهم منتجات وخدمات وتقنيات جديدة مراعية للبيئة، وأبلغ 43% منهم أنهم قاموا بتضمين التغيّر المناخي في تخطيطهم للشؤون المالية.

وعلى الرغم مما سبق، رفض 74% من الرؤساء التنفيذيين في المملكة  خلال فترة الأشهر الاثني عشر الماضية، قبول مستوى أقل من العوائد على استثمارات أكثر مراعاة للبيئة.

وينصح التقرير الصادر عن “PwC” الرؤساء التنفيذيين في المملكة، بمواكبة التغيّرات السريعة التي تحدث، عن طريق إعادة تجديد وابتكار نماذج أعمالهم بشكل مستمر كي تستطيع شركاتهم المحافظة على الأداء المطلوب في ظل مشهد اقتصادي سريع التطوّر.

كما يجب أن يراجع الرؤساء التنفيذيون استراتيجيات النمو التي وضعوها، وإدارة المخاطر المحيطة بكفاءة لا سيّما في ضوء المخاطر الجغرافية السياسية التي تتربّص بالمنطقة نتيجة الحرب على غزة.

كما يجب على قادة الأعمال الاستعداد لمواجهة حالات عدم الاستقرار في سلسلة التوريد، والتخطيط لحلول بديلة تحرص على استدامة سلاسل التوريد.

إضافةً إلى ذلك، يتعين عليهم العمل على صقل مهارات القوى العاملة للتعامل بالشكل المناسب مع التغييرات الناجمة عن تحديات التغيّر المناخي أو الاستفادة من الفرص التي يقدّمها الذكاء الاصطناعي التوليدي.

ويجب على الرؤساء التنفيذيين كذلك، تنفيذ استراتيجية أمن سيبراني ناضجة بالقدر الكافي لمواجهة التهديدات السيبرانية السريعة التطوّر وحماية أصول العمل.

التجديد والابتكار. محرّكان لنمو الأعمال 3

ملخص التقرير

– عبّر 89% من الرؤساء التنفيذيين بالمملكة عن شعورهم بالتفاؤل حيال النمو الاقتصادي على مدى الأشهر الاثني عشر المقبلة، وهي نسبة تتخطى المتوسط العالمي البالغ 44%.

– 54% من قادة الأعمال في المملكة لديهم ثقة كبيرة في نمو إيرادات شركاتهم على مدى الأشهر الاثني عشر المقبلة، مقابل 37%.

– يتوقع 74% من الرؤساء التنفيذيين السعوديين أنهم سيزيدون عدد الموظفين لديهم، وهي نسبة تكاد تصل إلى ضعف النسبة التي أفاد بها نظراؤهم حول العالم بمعدل 39%.

– يتوقع 49% من قادة الأعمال في المملكة أن شركاتهم لن تتمكّن من الصمود خلال 10 أعوام، إذا استمروا باعتماد أساليب العمل ذاتها، وهي نسبة مشابهة للمتوسط العالمي البالغ 45%.

– التغييرات في المجال التقني وتفضيلات العملاء تشكّلان العامل الأبرز الذي سيحدد كيف ستتغيّر نماذج الأعمال خلال السنوات الثلاث المقبلة.

– توافق غالبية قادة الأعمال في المملكة على أن الذكاء الاصطناعي التوليدي سيعزز معدلات الكفاءة في العمل وأداء الموظفين على السواء.

– يعمل 60% من الرؤساء التنفيذيين في المملكة على تحسين معدلات كفاءة الطاقة في شركاتهم، فيما يبتكر أكثر من نصفهم منتجات وخدمات وتقنيات جديدة مراعية للبيئة، ضمن جهودهم للتعامل مع أزمة تغير المناخ.

– رفض 74% من الرؤساء التنفيذيين في المملكة  خلال فترة الأشهر الاثني عشر الماضية، قبول مستوى أقل من العوائد على استثمارات أكثر مراعاة للبيئة.

التجديد والابتكار. محرّكان لنمو الأعمال 4

تقييم :

تقارير ذات صلة

يوليو 26, 2024

صنّفت منظمة الصحة العالمية وباء التبغ كأحد أكبر تهديدات الصحة العامة التي واجهها العالم على الإطلاق، باعتباره مسؤولًا عن وفاة أكثر من 7 ملايين شخص بسبب الاستخدام المباشر للتبغ، و1.3 مليون آخرين بسبب استنشاق الدخان غير المباشر كل عام. وتتخذ البلدان والحكومات في جميع حول العالم تدابير مختلفة للحد من التدخين، تشمل إلزام الشركات المُصنّعة […]

يوليو 16, 2024

ظلت البلدان تسمح بالترويج لمنتجات التبغ لعقود طويلة بعد بدء تصنيعها، إلى أن تم اكتشاف مخاطر التدخين على الصحة، فاتجهت الحكومات للحد من هذه الظاهرة، التي تعدها وزارة الصحة العالمية وباءً الآن. التغيّر في معدلات التدخين خلال ربع قرن في 11 يناير 1964، نشر الجراح الأمريكي، لوثر تيري، أول تقرير شامل عن آثار التدخين على […]

يوليو 10, 2024

شهدت الفترة التالية لجائحة “كوفيد-19” اتجاهًا لتغيير الوظائف، خاصة في البلدان التي عانت من نقص في العمالة، مما أدى إلى ارتفاع الأجور. استفاد الملايين حول العالم من تغيير وظائفهم بالحصول على رواتب أعلى، ولكن هذا الحال لم يستمر طويلًا، إذ أن الانتقال لوظيفة أخرى اليوم لن يحقق زيادة كبيرة في الأجر. تأثير “الاستقالة الكبرى” في […]

استبيان

هل وجدت التقرير مفيداً ومفهوماً؟
هل كان التقرير يحتوي على المعلومات التي كنت تبحث عنها؟
هل تم تصميم التقرير بشكل جيد وسهل القراءة؟
هل تم تنظيم المعلومات بشكل منطقي ومفهوم؟
هل تم استخدام الرسوم البيانية والجداول بشكل فعال ومفيد؟
هل تم توضيح المصادر المستخدمة في التقرير بشكل جيد؟
هل تم تقديم البيانات والمعلومات بشكل دقيق وموثوق؟
هل أثار التقرير أي أسئلة أو استفسارات لديك؟
هل تنصح بتصفح التقرير والاستفادة منه في المستقبل؟
هل تم تقديم البيانات والمعلومات بشكل دقيق وموثوق؟

المصادر