تعيد التقنيات الجديدة وفي مقدمتها الذكاء الاصطناعي تشكيل حياتنا والطريقة التي نعمل بها؛ لذا صار لزاما على الشركات تزويد الأفراد العاملين بها لتعزيز النجاح الوظيفي والحفاظ على قدراتها التنافسية في السوق.
وبالتوازي مع هذه التغييرات، وصل النقص في المواهب العالمية إلى أعلى مستوياته منذ 17 عامًا، فصار 4 من كل 5 أصحاب عمل يكافحون للعثور على أصحاب المهارات.
ويشعر قادة الأعمال بالقلق من أن الخريجين الجدد ليسوا مستعدين بشكل كاف لسوق العمل، بينما يرى نصف الموظفين تقريبًا أن النماذج اللغوية الكبيرة التي يقوم عليها الذكاء الاصطناعي التوليدي أحدثت تغييرات كبيرة في وظائفهم.
أصدرت منصة “Coursera” الرائدة في مجال التعلم الذاتي عبر الإنترنت، تقريرًا حول المهارات الوظيفية الأكثر طلبًا ونموًا خلال عام 2024، استنادًا لآراء حوالي 5 ملايين متعلم من المنتسبين إلى 3 آلاف شركة و3600 مؤسسة للتعليم العالي والحكومات في أكثر من 100 دولة؛ لتقديم دليل لأصحاب الأعمال والموظفين حول أهم ما يجب تعلّمه خلال المستقبل القريب.
المهارات التجارية الأسرع نموًا في 2024
مع استخدام أكثر من نصف سكان العالم لوسائل التواصل الاجتماعي، فإن المهارات المتعلقة بالتسويق عبر هذه الشبكات، مطلوبة بشدة من قبل أصحاب العمل، كدزء من مجموعة أكبر من مهارات التسويق الرقمي.
وفقًا للتقرير، ستكون الاستثمارات في الكفاءات المتعلقة بالتخطيط والاستراتيجيات الإعلامية وإدارة العلامات التجارية وإدارة التسويق من الضروريات للشركات لتحقيق أقصى استفادة من قنوات التواصل الاجتماعي الخاصة بها.
وتشكل مهارات التسويق الرقمي نصف المهارات التجارية الأسرع نموًا، وهو ما يعكس النمو السريع لصناعة الإعلان التسويق العالمية، والتي من المتوقع أن ترتفع قيمتها الإجمالية من 531 مليار دولار في عام 2022 إلى 1.5 تريليون دولار في 2030.
وتشمل مهارات الأعمال التجارية الأسرع نموًا في عام 2024:
– التجارة الإلكترونية: بيع المنتجات أو الخدمات من خلال القنوات الرقمية.
– الاستراتيجية والتخطيط الإعلامي: تحديد الأهداف والخطة لتقديم المحتوى المناسب للجمهور.
– تحسين محركات البحث: تحسين مستوى مواقع الويب للحصول على أفضل تصنيف ممكن في محرك البحث.
– نجاح تجربة العمل: توقع تحديات العملاء وأسئلتهم وتقديم الحلول والإجابات بشكل استباقي.
– “Power BI”: أداة لتحليل البيانات ونتائج الأعمال التجارية.
– التدقيق: تقييم فعالية العمليات المالية والإدارية.
– إدارة التسويق: الترويج والإعلان باستخدام استراتيجيات وأدوات مختلفة.
– إدارة علاقات العملاء: الانخراط مع العملاء لتعزيز تجربة العملاء.
– الدعاية: استخدام الإعلانات لإعلام الجمهور المستهدف والتأثير عليه.
– إدارة الأفراد: بناء فرق ناجحة لتحسين نتائج الأعمال.
الذكاء الاصطناعي يقود تغيير مشهد الأعمال
كان للذكاء الاصطناعي التوليدي تأثير سريع على مشهد مهارات الأعمال على مدار عام 2023، ومن المقرر أن يستمر تأثيره أيضًا خلال 2024.
ومن المتوقع أن يشهد سوق حلول الذكاء الاصطناعي طفرة كبيرة، لينمو إلى 1.3 تريليون دولار على مدى العقد المقبل، وفقًا لبعض التقديرات.
كشف موقع الوظائف “Upwork” عن زيادة بنسبة 1000% في عدد منشورات وظائف الذكاء الاصطناعي في النصف الأول من عام 2023 فقط.
وعلاوة على ذلك، من المحتمل أن يعمل الذكاء الاصطناعي التوليدي على تحسين أداء الموظفين ذوي المهارات العالية بنسبة تصل إلى 40% مقارنة بمن لا يستخدمونه.
وفي هذا المجال، يعد التعلم المعزز أسرع مهارات الذكاء الاصطناعي الأسرع نموًا بشكل عام وفي جميع التخصصات، مع نمو سريع بشكل خاص بين الموظفين الحكوميين.
تمكّن هذه المهارات المتعلمين من بناء نماذج التعلم الآلي، ويمكن أن تكون بمثابة أساس للمهارات الأخرى ذات الصلة، بما في ذلك الذكاء الاصطناعي، وتطوير ألعاب الفيديو، والأتمتة.
وتشمل مهارات الذكاء الاصطناعي الأسرع نموًا عالميًا:
– التعلم المعزّز: تطوير نماذج تعلم آلي شاملة.
– شبكة “Bayesian”: فهم العلاقات بين المتغيرات العشوائية والاحتمالات السببية.
– حل المشكلات: معالجة التحديات التقنية والتغلّب عليها بالمنطق.
– البيانات الكبيرة: معالجة وإنشاء وتحليل أكبر المجموعات البيانية.
– التعلّم العميق: استخدام التعلم الآلي الخاضع للإشراف لتحليل كميات هائلة من البيانات.
التطوير البرمجي لا يزال على القمة
سلّط التقرير الضوء على استمرار نمو وظائف هندسة البرمجيات، ففي الولايات المتحدة وحدها، يتوقع توفير أكثر من 400 ألف فرصة عمل جديدة للمطورين بحلول عام 2031.
وفي الوقت نفسه تتطور متطلبات مهارات المطورين، حيث تساعد أدوات الذكاء الاصطناعي المعززة، مثل “Github Copilot” فرق البرمجة، من خلال تقديم اقتراحات تمكنهم من أداء عملهم بشكل أسرع.
وتعكس الحاجة إلى مهارات المطورين أيضًا الاستثمار المتسارع في تجارب المستخدم للمواقع الحكومية ومنصات الخدمات الإلكترونية، إلى جانب التحول الرقمي في الخدمات العامة الرئيسية.
وحدد التقرير 10 مهارات تقنية هي الأكثر طلبًا ونموًا خلال عام 2024 هي:
– أمن الأنظمة: تأمين شبكات المؤسسات.
– Linux: استخدام هذا النوع من أنظمة التشغيل لجميع الأنظمة.
– تصميم الأنظمة: تحديد البنية والتصميم والواجهات والبيانات لتلبية متطلبات محددة.
– React: إنشاء واجهات مستخدم باستخدام هذا النظام مفتوح المصدر من “Meta”.
– هيكلة البرمجيات: معالجة خصائص البرنامج للتوافق مع متطلبات العمل.
– إدارة حوادث أمن الكمبيوتر: إنشاء بنية تحتية قوية لأمن تقنية المعلومات.
– Django: استخدام التطبيق القائم على لغة البرمجة “Python” لتطوير مواقع الويب الآمنة والقابلة للصيانة.
– الأمن السيبراني: حماية موظفي المؤسسة وأصولها الهجمات السيبرانية.
– برمجيات الأمن: التأكد من أن الأجهزة والشبكات آمنة لمواجهة الهجمات، مثل أمان البريد الإلكتروني واكتشاف التطفل.
– استراتيجية الأمن: تطوير استراتيجية استباقية للأمن السيبراني.
ملخص التقرير
خلص التقرير إلى تحديد 8 مجالات تمثّل اتجاهات المهارات الوظيفية الأكثر طلبًا في 2024، وهي:
– مهارات القيادة: زادت الحاجة إليها هذا العام مع ظروف الاقتصاد الكلي المتغيرة بسرعة والتقنيات الناشئة مثل الذكاء الاصطناعي.
– الذكاء الاصطناعي: تمكن هذه المهارات الشركات من الاستفادة من مكاسب إنتاجية غير متوقعة، بالإضافة إلى بناء ثقة الموظفين بهذه التقنية، في ظل القلق بشأن تأثيرها المهني المحتمل.
– الأمن السيبراني: تم رصد حوالي 3.4 مليون وظيفة شاغرة في جميع أنحاء العالم بمجالات أمن الشبكات والأنظمة مع هجمات مجرمي الإنترنت.
– المهارات التجارية: تشمل مهارات التسويق الرقمي وتجربة العملاء، نظرًا للنمو المتوقع والسريع في صناعة التجارة الإلكترونية والإعلان.
– علوم البيانات: تساعد المستوى التنفيذي بمؤسسات الأعمال على اتخاذ قرارات مستندة إلى البيانات، وتمكّن الموظفين من القراءة والتحليل في المعلومات المتوفرة للوصول لأفضل النتائج.
– الحوسبة: تظل المهارات التقنية المرتبطة بالبرمجة والحوسبة السحابية هي الأسرع نموًا على الويب، مع نقص المهارات المتوفرة.
– المراقبة: يتنامى التركيز على مهارات التدقيق في ظل انتشار التقنيات الناشئة، مثل الذكاء الاصطناعي، وتأثيره على حقوق النسر والتألق وغير ذلك.
– التعلم الذاتي: يزداد الطلب على الشهادات والدورات المهنية التي تقدمها مؤسسات مثل “Google” و”Meta”، خاصة في مجال الذكاء الاصطناعي، لتحسين الإنتاجية.
