في عام 2025، لم يعد البحث الصوتي تقنية هامشية، بل أصبح مركز الاهتمام في عالم التجربة الرقمية، مع تزايد الاعتماد على المساعد الصوتي، واندماجه السريع مع تقنيات الذكاء الاصطناعي. هذا التحول يعيد رسم علاقة المستخدمين بالتكنولوجيا، ويمنح ذوي الإعاقة البصرية أدوات استقلال رقمية غير مسبوقة.
تشير الإحصائيات إلى أن 32% من المستهلكين العالميين استخدموا المساعد الصوتي خلال الأسابيع الماضية. ولم يعد الأمر مقتصرًا على معرفة الطقس أو ضبط المنبه، بل تطور ليشمل تنفيذ المهام وطلب المنتجات، حيث يستخدم 21% البحث الصوتي للحصول على معلومات، و20% يُتمّون به إجراءات فعلية كتشغيل الموسيقى أو التسوق.
وفي الولايات المتحدة، سجل استخدام أدوات البحث الصوتي نموًا هائلًا بين 2020 و2024. فقد ارتفع استخدام Google Assistant بنسبة 46%، وSiri بنسبة 40%، وAlexa بنسبة 26%، مما يؤكد دخول voice search إلى سلوك المستخدم اليومي.
يُعد البحث الصوتي تقنية حاسمة لذوي الإعاقة البصرية، حيث يستخدمه 1 من كل 3 أسبوعيًا، فيما يعتمد عليه 32% من أصحاب الإعاقات الجسدية. وبالنسبة لمن يعيشون بمفردهم أو يواجهون تحديات مع الشاشات والأزرار، فإن المساعد الصوتي يوفر وسيلة تواصل رقمية تمنحهم الاستقلال.
من بين هذه الفئة، يعيش 10% من أصحاب الإعاقات البصرية بمفردهم، بينما يشتري 27% منهم حاجياتهم الأسبوعية عبر الإنترنت. هذا يعكس كيف أصبحت تقنية البحث الصوتي عنصرًا حيويًا في تسهيل حياة ملايين الأشخاص.
يُظهر التحليل أن 34% من جيل الألفية يستخدمون البحث الصوتي أسبوعيًا، ويليهم جيل Z عن كثب. هؤلاء المستخدمون يعيشون في مناطق حضرية، ويتمتعون بدخل مرتفع، ويُعرفون بانفتاحهم على تبني التقنيات الحديثة، خاصة تقنيات الذكاء الاصطناعي المرتبطة بالمساعدات الصوتية.
كما أن الفروقات الجغرافية تؤثر أيضًا، حيث ينتشر الاستخدام أكثر في آسيا والمحيط الهادئ، ثم أمريكا اللاتينية، تليها أمريكا الشمالية. ويفضل جيل الألفية Alexa، بينما يميل جيل Z إلى Siri ضمن منظومة Apple، مما يعكس مدى تأثير البيئة التقنية في سلوك المستهلك.
تقنيات الذكاء الاصطناعي تتكامل بسرعة مع البحث الصوتي، إذ صرّح ثلث مستخدمي المساعدات الصوتية بأنهم استخدموا ChatGPT خلال الشهر الماضي. كما أن 59% منهم يعتبرون تكامل التطبيقات عاملاً أساسياً في استخدامهم للذكاء الاصطناعي، وهو ما يدل على أن الجمهور يبحث عن أنظمة ذكية مترابطة، لا مجرد مساعدات منفصلة.
واللافت أن جيل Z يتقدم بخطوة، حيث يرى أكثر من 10% منهم أن تكامل الأوامر الصوتية هو الميزة الأهم في أدوات الذكاء الاصطناعي، مما يعزز فرص العلامات التجارية في جذب هذه الفئة إذا استثمرت بشكل ذكي في voice search.
يتجاوز استخدام البحث الصوتي حدود التصفح إلى الشراء المباشر، حيث ترتفع احتمالية الشراء الأسبوعي عبر الإنترنت بنسبة 33% بين مستخدمي المساعدات الصوتية. وتُظهر البيانات أن هذه الفئة أكثر بـ51% في استخدام تطبيقات توصيل الطعام مقارنة بالمعدل العام.
يعكس هذا السلوك حاجة المستهلكين للبساطة والسرعة. إذ صرّح 18% منهم أن وجود زر شراء مباشر في منصات التواصل سيزيد من احتمال الشراء، وهو ما يتجاوز المتوسط العام بنسبة 55%. وهذا ما يجعل الاستثمار في voice search وواجهات المستخدم الصوتية استراتيجية بالغة الأهمية.
من الواضح أن البحث الصوتي يُمثل ثورة في كيفية تفاعل المستهلكين مع المحتوى والعلامات التجارية. ومع ازدياد اعتماد الأفراد على المساعد الصوتي، خاصة أولئك الذين يعانون من الإعاقة البصرية، تصبح تجربة المستخدم الصوتية عامل تمييز حقيقي في السوق.
لذلك، على الشركات والمعلنين مواكبة هذا التحول عبر تحسين محركات البحث لتناسب طبيعة الاستفسارات الصوتية، وتقديم محتوى يتحدث بلغة المستخدم، واستثمار أدوات الذكاء الاصطناعي لبناء تجارب صوتية متكاملة ومؤثرة.