تعمل المملكة على نشر حلول تقنية عالية المستوى وأدوات مبتكرة في مختلف الصناعات تماشيًا مع رؤية 2030، ومع هذا التحوّل الرقمي واسع النطاق تأتي تحديات كبيرة، على رأسها الأمن السيبراني.
خلال العامين الماضيين، واجهت البلاد محاولات متزايدة للهجمات السيبرانية، حيث تم الكشف عن إجمالي 110 مليون تهديد في المملكة، وفقًا لتقرير “تريند مايكرو” السنوي للأمن السيبراني لعام 2022.
أصدرت شركة “Price Waterhouse Coopers” تقريرًا لعرض نتائج استطلاع رأي عن الثقة الرقمية، شمل أكثر من 3800 مدير تنفيذي في قطاع الأعمال والتقنية في بعض من أكبر الشركات حوال العالم وفي المملكة العربية السعودية، حول المخاوف المتعلقة بالأمن السيبراني في السعودية، باعتبارها أكبر سوق للأمن السيبراني في الشرق الأوسط.
تستهدف نتائج الاستطلاع قادة الأعمال في المملكة الذين يحتاجون الآن إلى تحويل التركيز من استراتيجيات الأمن السيبراني التفاعلية إلى الاستراتيجيات الاستباقية.
المخاطر الرقمية المرتبطة بالتهديدات السيبرانية
تماشيًا مع النتائج العالمية والإقليمية، وجد الاستطلاع أن المخاطر الرقمية والتقنية هي الأكثر ارتباطًا بالتهديدات السيبرانية التي تواجهها المؤسسات في المملكة.
وضع 70% من المشاركين على مستوى العالم و73% في المملكة المخاطر الرقمية في مقدمة التهديدات الأكثر خطورة على أعمالهم، حتى قبل التضخم وتقلبات الاقتصاد الجزئي، والمخاطر المجتمعية.
وشدد الاستطلاع على أهمية معالجة المخاطر الرقمية والتقنية في البلاد، مع التركيز بشكل واضح على جهود التخفيف الاستباقية لحماية المؤسسات من التهديدات السيبرانية المتطورة.
أعطى 73% من المشاركين في الاستطلاع في المملكة الأولوية للمخاطر الرقمية والمتعلقة بالتقنية، وهي نسبة أعلى من 51% على مستوى العالم.
وأعرب 70% عن قلقهم بشأن التهديدات المرتبطة بالخدمات السحابية، مقارنة بـ 47% على مستوى العالم، في حين عبّر 67% من المشاركين عن مخاوفهم بشأن الهجمات على الأجهزة المتصلة بالإنترنت، مقارنة بـ 42% على مستوى العالم.
تداعيات الهجمات السيبرانية
بالنسبة للمشاركين في الاستطلاع من المملكة، تتجاوز عواقب الهجمات السيبرانية الآثار المالية المباشرة.
كشف 63% من المشاركين أن الضرر الذي لحق بالعلامة التجارية للشركة، بما يشمل فقدان ثقة العملاء، كان أكبر مصدر قلق لهم خلال الأشهر الـ 12 المقبلة، مقابل 50% عالميًا.
وأبدى 57% من المشاركين في المملكة قلقهم بشأن فقدان الإيرادات، مثل إلغاء العقود وفرص الأعمال، وهو قلق شارك فيه 48% على مستوى العالم.
بالإضافة إلى ذلك، أعرب 43% من المشاركين في المملكة عن مخاوفهم بشأن الضرر الذي يلحق بجودة المنتج والخدمة.
من ناحية أخرى، أعطى المشاركون العالميون الأولوية لفقدان بيانات العملاء أو الموظفين أو المعاملات، وهو القلق الذي شارك فيه 52% من المشاركين السعوديين.
وفي حين كشف 62% من المشاركين في الاستطلاع أن لديهم القدر المناسب من حلول تقنيات الأمن السيبراني مقارنة بـ 69% على مستوى العالم، أشار الاستطلاع إلى تزايد الوعي في المؤسسات لتعزيز دفاعاتها والتصرف بسرعة وتحويل التهديدات إلى فرص.
ولهذا الغرض، أشار 33% من المشاركين السعوديين إلى زيادة متوقعة بنسبة 6% إلى 10% في الميزانية الإلكترونية لمؤسساتهم، مما يسلط الضوء على إمكانية التحديث والتحسين في البنية التحتية للتكنولوجيا داخل مؤسساتهم.
وفي المملكة، اختار 40% وضع قوانين منسقة لحماية البيانات والمعلومات في المنطقة، مقارنة بـ 36% على مستوى العالم.
أولويات الاستثمار في الأمن السيبراني لعام 2024
أعطى 62% من المشاركين السعوديين في الاستطلاع الأولوية في الاستثمار بمجال الأمن السيبراني لتحسين التقنيات الحالية.
وحلّ التركيز على مبادرات الأعمال الجديدة في المرتبة الثانية بقائمة أولويات الاستثمار في الأمن السيبراني للمشاركين السعوديين بنسبة 54%، بينما ركّز 46% على معالجة جهود المعالجة والتحسينات بعد الخروقات السيبرانية.
ويختلف هذا عن المنظور العالمي، حيث كشف 49% من المشاركين أن تركيزهم الأساسي كان ينصب على تحديث التقنيات، بما في ذلك البنية التحتية السيبرانية، يليه تحسين التقنيات والاستثمارات الحالية بنسبة 45% وإعطاء الأولوية للتحسينات المستمرة في وضع المخاطر بنسبة 42%.
وفي حين تستثمر المملكة العربية السعودية بنشاط في الأدوات والتقنيات الرقمية لتجهيز طلابها وشبابها وقوتها العاملة وتطوير مهاراتهم، إلا أن هناك قلقًا بشأن نقص المواهب لتلبية احتياجاتها السيبرانية الفورية.
تُظهر نتائج تقرير الثقة الرقمية العالمية لعام 2024 أن تحديد المرشحين المناسبين هو من بين أهم ثلاث أولويات لاستراتيجية المواهب السيبرانية على مدار الـ 12 شهرًا القادمة بالنسبة لـ 70% من المشاركين السعوديين مقابل 52% عالميًا.
وفي حين أن تحسين مهارات القوى العاملة الحالية بسرعة كافية لمواكبة متطلبات المنظمة يمثل أولوية بالنسبة لـ 60% مقابل 69% على مستوى العالم.
الذكاء الاصطناعي يعزّز الأمن السيبراني
يمكن أن تكون النماذج اللغوية الكبيرة للذكاء الاصطناعي التوليدي مفيدة في تسريع اكتشاف التهديدات السيبرانية وتبسيط تحليل البيانات المعقدة وعمليات الهندسة الأمنية.
كشف لاستطلاع أن نسبة تبلغ 97% من المشاركين في المملكة يوافقون على أن الذكاء الاصطناعي التوليدي سيساعد مؤسساتهم على تطوير خطوط أعمال جديدة خلال السنوات الثلاث المقبلة.
تعتقد نفس النسبة من المشاركين أيضًا أن العمليات التي تعتمد على الذكاء الاصطناعي التوليدي في مؤسساتهم ستزيد من إنتاجية الموظفين خلال الـ 12 شهرًا القادمة.
واتفق 93% من المشاركين في المملكة العربية السعودية مقابل 77% على مستوى العالم على أن قيادتهم ركزت على الاستخدام الأخلاقي والمسؤول لأدوات الذكاء الاصطناعي التوليدية في المؤسسة.
ملخص التقرير
– 70% من قادة الأعمال السعوديين يضعون المخاطر الرقمية في مقدمة التهديدات الأكثر إلحاقًا للضرر بالاستثمارات.
– يخشى 70% التهديدات المرتبطة بالخدمات السحابية، ويتخوّف 67%من الهجمات على الأجهزة المتصلة بالإنترنت.
– يرى 63% أن الضرر الذي يلحق بالعلامة التجارة المُهدّد بفقدان ثقة العملاء هو أكبر مصدر قلق من التعرض للهجمات السيبرانية.
– تزايد وعي المؤسسات السعودية بأهمية تعزيز دفاعاتها الرقمية، حيث تمتلك 62% منها القدر المناسب من حلول تقنيات الأمن السيبراني.
– يقترح 40% من قادة الأعمال السعوديين وضع المزيد من القوانين الداعمة لحماية البيانات المعلومات، ويتوقع 33% منهم زيادة الميزانية الإلكترونية لمؤسساتهم بما يصل إلى 10% على المدى القصير.
– 62% من قادة الأعمال على مستوى العالم يمنحون الأولوية للاستثمار في تحسين تقنيات الأمن السيبراني الحالي لتحقيق الأمن التقني لمؤسساتهم.
– هناك حاجة مُلحّة لتلبية الاحتياجات السيبرانية من المواهب القادرة على تنفيذ استراتيجيات الأمن التقني للمؤسسات.
– يمكن أن تكون النماذج اللغوية الكبيرة للذكاء الاصطناعي التوليدي مفيدة في تسريع اكتشاف التهديدات السيبرانية وتبسيط تحليل البيانات المعقدة وعمليات الهندسة الأمنية.