منذ انطلاق برنامج “جودة الحياة” في المملكة عام 2018 كأحد مكونات “رؤية 2030″، نجح هذا البرنامج الطموح في تحويل الطموحات إلى واقع ملموس يعيشه السعوديون والمقيمون والزوار يومًا بعد يوم، وجاء البرنامج ليعيد صياغة مفهوم الحياة في المملكة، حيث عزز من جودة الحياة ونمطها، وأوجد بيئة ملهمة تزخر بالفرص والتجارب المتنوعة.

ومن خلال استحداث خيارات متعددة في شتى القطاعات، وتشجيع المشاركة في الأنشطة الفنية والثقافية والرياضية والترفيهية، نجح البرنامج في رسم ملامح حياة نابضة بالحيوية والنشاط، وأسهم في تطوير مناطق حضرية أصبحت نموذجًا يحتذى به في تحسين جودة الحياة، مما جعل المملكة مكانًا أكثر راحة وملاءمة للعيش.

ولم يقتصر تأثير البرنامج على الداخل فحسب، بل ساهم في وضع المملكة على خارطة الفعاليات الرياضية والترفيهية العالمية، لتصبح وجهة سياحية مرموقة تستقطب الزوار من مختلف أنحاء العالم، وبتحقيقها المركز الثاني عالميًا في نسبة نمو عدد السياح الوافدين خلال الشهور السبعة الأولى من عام 2023، تواصل المملكة السير بخطى ثابتة نحو مستقبل مشرق يتماشى مع رؤية 2030 الطموحة.

 

خطى ثابتة لتحقيق أهداف “الرؤية”

ويأتي برنامج “جودة الحياة” ضمن 12 برنامجاً أنشأته المملكة للعمل على تحقيق رؤيتها التي ترتكز على 3 محاور هي “مجتمع حيوي، واقتصاد مزدهر، ووطن طموح”، علماً بأنه أقرب البرامج إلى المواطنين والمقيمين والزائرين المعني بتلبية احتياجاتهم وتحسين نمط حياتهم، إذ يُعنى بتحسين جودة حياة الفرد والأسرة من خلال تهيئة البيئة المناسبة لدعم واستحداث خيارات جديدة، تعزّز مشاركة المواطن والمقيم والزائر في الأنشطة الثقافية والترفيهية والرياضية والسياحية وغيرها.

وحقق البرنامج خلال عام 2023، نقلات نوعية لافتة في جميع القطاعات التي تندرج تحت مظلته، والمرتبطة بالمشهد الحضري والقطاع الأمني وقطاعات الثقافة والتراث، والرياضة، والسياحة، والترفيه والهوايات، مُسجلاً إنجازات وأرقاماً قياسية، بما يؤكد المضي بخطى ثابتة وواثقة على طريق تحقيق أهداف رؤية المملكة 2030، حسبما تؤكد الأرقام والبيانات التي تضمنها التقرير السنوي لبرنامج “جودة الحياة” لعام 2023.

وسلط التقرير الضوء على حجم الجهود المبذولة لمستقبل يتسم بجودة حياة ترقى بمواطني ومقيمي وزوار المملكة من خلال توفير الخيارات المتنوعة وتطوير الأنظمة ورأس المال البشري وبناء وتطوير البنية التحتية.

فيما لفت التقرير كذلك إلى مساهمة برنامج “جودة الحياة” في تمكين مختلف القطاعات ودعمها، والتي نتج عنها اتفاقيات وشراكات مع الجهات الحكومية والقطاع الخاص، والقطاع غير الربحي، وتسويق عدد من الفرص الاستثمارية، وتنفيذها مشاريع متنوعة تسهم في تحقيق مستهدفات جودة الحياة بقيمة تصل إلى 213.3 مليون دولار (800 مليون ريال).

وحقق 22 مؤشر نسبة إنجاز تجاوزت أكثر من 100%، مساهماً بـ400 مليون دولار (1.5 مليار ريال) في الناتج المحلي، إضافة إلى تقدم البرنامج في تنفيذ 127 مبادرة متنوعة، بالتعاون الوثيق مع 17 جهة تنفيذية، الأمر الذي يُبرز حجم الجهود المبذولة في رفع مستوى جودة الحياة وقابلية العيش.

برنامج جودة الحياة01. أثر اقتصادي مستدام 0

تحسين المشهد الحضري

وفيما يتعلق بتحسين المشهد الحضري، حققت مؤشرات ومستهدفات البرنامج تقدماً ملحوظاً؛ حيث زاد معدل نصيب الفرد من مساحات الأماكن العامة بنسبة 132%، ليصل نصيب الفرد إلى 6.61 متر مربع، فيما بلغ عدد الحدائق 8328 حديقة، كما وصل عدد الملاعب إلى 5515 ملعباً و222.9 مليون متر مربع من المساحات الخضراء، إلى جانب الارتقاء بجودة الخدمات، والاهتمام بأنسنة المدن ومعالجة التشوهات البصرية، وتطوير الطرق، وتعزيز التحول الرقمي في القطاع البلدي.

 

وبما يؤكد مواصلة برنامج جودة الحياة في تحقيق نتائج إيجابية ملموسة على صعيد مؤشراته الإستراتيجية؛ زاد عدد الأماكن الترفيهية إلى 584 متجاوزة المستهدف بنسبة 169% بمؤشر “نسبة مساحة المولات بالمتر المربع على الفرد”، كما حقق المؤشر قفزة نوعية بنسبة 0.68 متر مربع/ فرد، متجاوزًا المستهدف بنسبة 183%.

وأشار التقرير السنوي للبرنامج، إلى زيادة عدد أندية الهواة إلى 569، متجاوزاً المستهدَف بنسبة 142%، كما جرى – في قطاع الترفيه – دعم الفعاليات العالمية وتأهيل الكوادر البشرية عبر مجموعة من البرامج التدريبية والتعليمية في المجال الترفيهي، ومنها برنامج منته بالتوظيف لـ600 مستفيد، وتدريب 90 من قادة الترفيه، فضلاً عن إطلاق مسرعات الترفيه، تضمنت مجموعة من الأنشطة، ومنها احتضان 28 مشروعًا ناشئاً.

فيما شهد عام 2023، زيادة في نسبة الأشخاص الممارسين للأنشطة الرياضية والبدنية بشكل أسبوعي إلى 37% متجاوزاً المعدل المستهدف بنسبة 103%، كما سجل عدد تراخيص المنشآت الرياضية الخاصة ارتفاعًا وصل إلى 3039 ترخيصاً كما بلغ عدد الأماكن التي يتم تنفيذ الفعاليات والبرامج الرياضية فيها 2.7 ألف موقع.

تقدم ملحوظ في تحسين المشهد الحضري

 

قفزات نوعية

وشهد قطاع السياحة قفزات نوعية هامة خلال العام الماضي، حيث تم تسجيل أكثر من 100 مليون زيارة سياحية إلى المملكة من الداخل والخارج مع نهاية عام 2023، أي قبل سبع سنوات من المدة المحددة مسبقاً لتحقيق هذا الهدف محققًا الهدف الإستراتيجي المسند إلى برنامج جودة الحياة، ليرفع مستهدف 2030 إلى 150 مليون زيارة سياحية، كما بلغ حجم إنفاق السياح أكثر من 250 مليار ريال منها 135 مليار ريال للسياح الوافدين.

وتم العمل كذلك على العديد من الحلول المبتكرة والتطبيقات الإلكترونية؛ إذ حققت هذه المبادرات العديد من الإنجازات ضمن مشروع تطوير منظومة البيانات السياحية، بالإضافة إلى إتاحة فرص التدريب والتأهيل في القطاع للشباب السعودي من الجنسين.

فيما شهد القطاع الثقافي تقدماً كبيراً في المشاريع الإنشائية والبرامج التدريبية والتأهيلية في دعم القطاع الثقافي، حيث زاد عدد الموظفين السعوديين في القطاع الثقافي إلى 216.8 ألف موظف بنسبة بلغت 201% عن المستهدف وزاد عدد المنشآت الثقافية المكتملة لـ45 منشأة.

جودة الحياة. أبرز مؤشرات الأداء في 2023

وارتفع عدد أيام الفعاليات الثقافية إلى 3934 يوماً، كما افتتح عدد من المتاحف، واكتملت أعمال التأهيل والترميم لعدد من المواقع التاريخية، منها قصر القشلة بحائل، وقصر الملك عبدالعزيز، وموقع جرش، إضافة إلى تشغيل المراكز الحرفية في المدينة المنورة، وتبوك، والأحساء، وتسجيل موقع محمية بني معارض في قائمة التراث العالمي اليونسكو.

كما شهد عام 2023 دعماً كبيراً لتطوير وتأهيل الكوادر السعودية الثقافية من خلال عدد من البرامج التعليمية والتأهيلية والتدريبية، فيما أقام المعهد الملكي للفنون عدداً من البرامج والمبادرات التعليمية والتدريبية التي استفاد منها أكثر من 4 آلاف مستفيد، كما أعلن عن إطلاق شركة حرف السعودية التي تطمح لتوفير فرص عمل للحرفيين.

ولم يكن لكل هذه الإنجازات أن تتحقق أو تتم بدون دعم لا محدود من قيادة المملكة، الأمر الذي أكده وزير السياحة رئيس لجنة برنامج “جودة الحياة” أحمد الخطيب، إذ قال مُعلقاً على صدور التقرير السنوي للبرنامج: “إن تقرير برنامج جودة الحياة لعام 2023 يؤكد الدعم اللامحدود من القيادة السعودية لتحقيق رؤية 2030 والمستهدفات والطموحات في جميع قطاعات البرنامج”، مضيفاً: “بتعاون شركائنا سنكمل مسيرتنا نحو تطلعات وطننا.. مجتمع حيوي، واقتصاد مزدهر، ووطن طموح”.

 

ملخص التقرير:

  •  أسهم برنامج “جودة الحياة” منذ إطلاقه في 2018 في تجسيد أحلام رؤية 2030 واقعاً ومستقبلاً.
  • حقق البرنامج في 2023 نقلات نوعية وقفزات لافتة في جميع القطاعات التي تندرج تحت مظلته.
  • حقق 22 مؤشراً نسب إنجاز 100% خلال عام 2023.
  • زادت نسبة الممارسين للأنشطة الرياضية أسبوعياً إلى 37%.
  • تسجيل أكثر من 100 مليون زيارة سياحية بنهاية 2023، مع إنفاق سياحي بلغ أكثر من 250 مليار ريال.
  • ارتفع عدد الأماكن الترفيهية إلى 584، متجاوزاً المستهدف بنسبة 169%.
  • زادت المساحات العامة بشكل ملحوظ مع 8328 حديقة و5515 ملعباً و222.9 مليون متر مربع من المساحات الخضراء.

جودة الحياة في02 2023. قفزات نوعية كبرى 0

تقييم :
1
5

تقارير ذات صلة

ديسمبر 7, 2024

ملايين المسافريــن بلغاتهــم المتباينة، وثقـــــافـــاتهـــم المتعــددة اجتمعوا على فـــهـــم "النــداء الأخيــــر" بإيقاعــه المعتـــاد..

نوفمبر 25, 2024

لا تزال قضية العنف ضد المرأة قائمة، بل إنها تتفاقم، مع تزايد الصراعات في مناطق متفرقة حول العالم، وتردي الأوضاع الاقتصادية للكثير من البلدان، مما يوجب تكثيف العمل الدولي على حل المشكلات التي من شأنها منح الحماية اللازمة للنساء. ويمثّل اليوم الدولي للعنف ضد المرأة، والذي يوافق 25 من نوفمبر، فرصة لتسليط الضوء على حجم […]

نوفمبر 17, 2024

مٌنعطف فاصــــــل في ذكرى ضحايا.. حوادث الطرق.. ما بين طــرفـــةِ عيـنٍ وانتبـاهتهــــــــا يغيّـر الله من حــــــــالٍ إلى حــــــــالِ سطـر يلخـص حـــال الحــــوادث الـمروريــــة بمختـلف تفــاصيــــلهــا، ليتحول الحــادث إلى حـــدث.. تحول ضحايـاه إلى أرقـام في سجــلات الوفيّات أو المصــابين.. أرقـــام تختصر حـــوادث مميتة شهدتهـــا طرق وشـوارع العــالم أجمع.. خلفها تجتمع حكايــا وقصص غارقــة بالمعانــاة جسدياً ونفسيًــا […]

استبيان

هل وجدت التقرير مفيداً ومفهوماً؟
هل كان التقرير يحتوي على المعلومات التي كنت تبحث عنها؟
هل تم تصميم التقرير بشكل جيد وسهل القراءة؟
هل تم تنظيم المعلومات بشكل منطقي ومفهوم؟
هل تم استخدام الرسوم البيانية والجداول بشكل فعال ومفيد؟
هل تم توضيح المصادر المستخدمة في التقرير بشكل جيد؟
هل تم تقديم البيانات والمعلومات بشكل دقيق وموثوق؟
هل أثار التقرير أي أسئلة أو استفسارات لديك؟
هل تنصح بتصفح التقرير والاستفادة منه في المستقبل؟
هل تم تقديم البيانات والمعلومات بشكل دقيق وموثوق؟

المصادر