يدلل إطلاق النسخة الأولى من كأس العالم للرياضات الإلكترونية، والتي تستضيفها المملكة بين شهري يوليو وأغسطس 2024، والزخم الذي حققته، على أهمية هذا القطاع الذي ينتشر بوتيرة سريعة.
وساهمت تزايد إيرادات هذا القطاع والجماهيرية الكبيرة التي يتمتع بها في تحويله من مجرد قطاع ترفيهي إلى داعم ومحرك للنمو الاقتصادي، فاسترعى اهتمام الدول التي عزّزت استثماراتها الموجهة له.
وفي ظل الارتفاع المتوقع في الإيرادات وأعداد اللاعبين، فضلًا عن التطوّر التقني المستمر، أصدرت شركة “Houlihan Lokey” المتخصصة في تقديم الخدمات المصرفية الاستثمارية تقريرًا يسلّط الضوء على اتجاهات المستقبل لقطاع ألعاب الفيديو، وأهم ما حققه خلال الفترة حتى ربيع عام 2024.
صناعة ألعاب الفيديو تعاود النمو
تمكنت صناعة ألعاب الفيديو من التعافي بعد جائحة “كوفيد-19″، حيث حققت نموًا مطردًا خلال عامي 2020 و2021، وبعد التراجع في 2022، اتخذت طريقًا صعوديًا مجددًا بداية من 2023.
ومن المتوقع أن تستمر القيمة الإجمالية التقديرية للصناعة حول العالم في النمو لتتجاوز 771 مليار ريال سعودي بحلول عام 2026.
قُدّر حجم السوق في عام 2019 بنحو 541.5 مليار ريال، قبل أن يرتفع إلى 671 مليار ريال في 2020، ويصعد مرة أخرى إلى 722 مليونًا في 2021.
وعانت الصناعة من انخفاض في قيمتها السوقية خلال عام 2022 حيث وصلت إلى 685 مليار ريال، ثم ارتفعت مجددًا إلى 690 مليار ريال في 2023.
وتشير التوقعات أن قيمة السوق ستصل إلى 716 مليار ريال في 2024، و743 مليارًا في 2025.
وأوضح التقرير أن النمو في عام 2023 كان مدفوعًا بتحسين عروض وحدات التحكم، وإصدار ألعاب جديدة قوية، بالإضافة إلى نمو الاشتراكات وخدمات الألعاب الحية.
وعلى الرغم من ذلك، واجه سوق ألعاب الهاتف المحمول رياحًا معاكسة في عام 2023، حيث انخفضت قيمتها بنسبة 2% مقارنة بـ 2022، نتيجة لتراجع الإيرادات.
وذكر التقرير أن العام 2023 شهد توجّه العديد من شركات ألعاب الفيديو إلى ترشيد الإنفاق وتسريح العمال لتحقيق نمو في الأرباح بداية من 2024.
وتستحوذ الهواتف المحمولة على حوالي 50% من إجمالي إيرادات الألعاب، بينما تتوزع النسبة المتبقية بين أجهزة الكمبيوتر ووحدات التحكم، بفارق ضئيل للأخيرة.
وتمثّل منطقة آسيا والمحيط الهادئي وأمريكا الشمالية مجتمعة 73% من سوق الألعاب الإلكترونية العالمي، تليهما أوروبا فأمريكا اللاتينية ثم الشرق الأوسط وأفريقيا من حيث حجم السوق.
السعودية مستثمر بارز في القطاع
سلّط التقرير الضوء على أهم المستثمرين الجدد بالقطاع، وعلى رأسهم صندوق الاستثمارات العادمة السعودية، عبر شركة “Savvy Games Group” والتي تأسست عام 2021، ويقع مقرها في الرياض.
وأشار التقرير أن الصندوق يدفع نحو تطوير صناعة الألعاب والاستفادة من النمو الذي تحققه عبر أصول مُدارة تصل قيمتها إلى حوالي 142 مليار ريال.
وخلال عام 2023، استحوذت “Savvy Games Group” على شركة “SCOPELY” الرائدة في مجال توفير ألعاب الهاتف المحمول، في صفقة بلغت قيمتها 18.4 مليار ريال، تمت في أبريل من العام المذكور.
وفي 2022، أبرمت الشركة المملوكة لصندوق الاستثمارات صفقتين ضخمتين، حيث استثمرت 3.75 مليار ريال في “EMBRACER GROUP”، إلى جانب الاستحواذ على “ESL FACEIT GROUP” مقابل 5.6 مليار ريال.
وزاد صندوق الاستثمارات العامة حصته في مجموعة الألعاب “Nintendo” إلى 8.3%، كما رفع حصته من في “EA” إلى 9% تقريبًا.
أبرز الرياح المعاكسة في صناعة الألعاب
وعلى الرغم من النمو الكبير المنتظر لسوق ألعاب الفيديو فإن السوق يواجه بعض التحديات، والتي تتمثل في:
– تباطؤ النمو بعد الجائحة: لم تتمكن الصناعة من الحفاظ على زيادة قيمتها التصاعدية بفعل “كوفيد-19″، والتي شهدناها خلال عامي 2020 و2021.
– الخصوصية: أدت تغييرات الخصوصية مثل “معرف المعلنين” الذي يجبرهم على طلب موافقة المستخدم للوصول لبياناته إلى صعوبة اكتساب مستخدمين جدد لألعاب الهاتف.
– القوانين الصينية: تحتاج شركات ألعاب الفيديو لموافقة الجهات التنظيمية لتحقيق الربح من الألعاب الجديدة.
– التضخم الاقتصادي: أثر على المستهلكين، حيث ساهم في خفض الإنفاق التقديري، مما أدى إلى انخفاض مبيعات الألعاب.
– اضطراب سلسلة التوريد: أدي فرض قيود على وحدات تحكم الجيل الجديد إلى قيام كبار الناشرين بتأخير إصدارات الألعاب الرئيسية، مما نتج عنه انخفاض الإيرادات في 2022، ولكن الأمر تحسن في 2023، مع ظهور علامات مماثلة خلال 2024.
– نقص العمالة: شكلت الحرب في أوكرانيا تحديًا للعديد من شركات ألعاب الفيديو، مع تناقص أعداد المواهب في المنطقة.
– مخاوف الركود: في حين هدأت المخاوف من الركود في الولايات المتحدة، فإن الصين، وهي أكبر سوق لألعاب الفيديو في العالم، تخشى انحدارًا اقتصاديًا ناجمًا عن المخاوف المحيطة بأزمة ديونها.
ملخص التقرير
– عادت صناعة ألعاب الفيديو للنمو في عام 2023، مدفوعًا باستقرار إمدادات وحدات التحكم، ومجموعة قوية من الإصدارت الجديدة، بالإضافة لزيادة الاشتراكات وخدمات الألعاب الحية، حيث بلغت قيمة السوق الإجمالية حوالي 690 مليار ريال.
– من المتوقع أن تستمر القيمة الإجمالية التقديرية للصناعة حول العالم في النمو لتتجاوز 771 مليار ريال سعودي بحلول عام 2026.
– واجه سوق ألعاب الهاتف المحمول رياحًا معاكسة في عام 2023، حيث انخفضت قيمتها بنسبة 2% مقارنة بـ 2022، نتيجة لتراجع الإيرادات.
– شهد عام 2023 توجّه العديد من شركات ألعاب الفيديو إلى ترشيد عملياتها وخفض التكاليف؛ لخلق وضع يمكّنها من تحقيق نمو مبريح في عام 2024 وما بعده.
– تستحوذ الهواتف المحمولة على حوالي 50% من إجمالي إيرادات الألعاب، بينما تتوزع النسبة المتبقية بين أجهزة الكمبيوتر ووحدات التحكم، بفارق ضئيل للأخيرة.
– يدفع صندوق الاستثمارات العامة نحو تطوير صناعة الألعاب والاستفادة من النمو الذي تحققه عبر أصول مُدارة تصل قيمتها إلى حوالي 142 مليار ريال تتمثل في شركة “Savvy Games Group”.
– وزاد صندوق الاستثمارات العامة حصته في مجموعة الألعاب “Nintendo” إلى 8.3%، كما رفع حصته من في “EA” إلى 9% تقريبًا.
– يواجه قطاع ألعاب الفيديو بعض التحديات التي قد تعيق مهمه والتي تشمل التضخم الاقتصادي ومخاوف الركود ونقص العمالة الماهرة.