شهدت الفترة التالية لجائحة “كوفيد-19” اتجاهًا لتغيير الوظائف، خاصة في البلدان التي عانت من نقص في العمالة، مما أدى إلى ارتفاع الأجور.
استفاد الملايين حول العالم من تغيير وظائفهم بالحصول على رواتب أعلى، ولكن هذا الحال لم يستمر طويلًا، إذ أن الانتقال لوظيفة أخرى اليوم لن يحقق زيادة كبيرة في الأجر.
تأثير “الاستقالة الكبرى”
في عام 2022، ترك أكثر من 50 مليون أمريكي وظائفهم، فيما عُرف حينها باسم “الاستقالة الكبرى”.
كانت العمالة قليلة حينها، مما أدى إلى ارتفاع الأجور التي يقدمها أصحاب العمل الذين كافحوا لملء المناصب الشاغرة.
أتى تبديل الوظائف بثماره، حيث تمكن العمال من الحصول على رواتب أعلى بكثير من خلال الذهاب لمنافس آخر في السوق بدلاً من البقاء مع صاحب العمل القديم.
وفقًا لـ “ADP Pay Insights”، التي تعتمد على بيانات معاملات الرواتب لما يقرب من 10 ملايين موظف في الولايات المتحدة، كان متوسط الزيادة في الأجر السنوي لمبدلي الوظائف أعلى من 15% في معظم عام 2022.
وبالنسبة لأولئك الذين بقوا في وظائفهم، كان متوسط الزيادة في الأجور أقل بكثير، حيث تراوح بين 7% و8%، أو نصف ما كان يحصل عليه الذين غيّروا وظائفهم.
وخلال الأشهر الماضية، أظهر سوق العمل علامات تباطؤ، مع انخفاض فرص العمل لمستويات عالية تاريخيًا وبقاء عدد أقل من الوظائف الشاغرة في مختلف الصناعات.
ومع تراجع اختلال التوازن بين العرض والطلب في العمالة تدريجيًا، يتباطأ نمو الأجور.
يبدو هذا التباطؤ أكثر وضوحًا بالنسبة لمغيري الوظائف، مما أدى إلى فجوة أصغر بين الزيادات في أجور مبدلي الوظائف والذين قرروا البقاء في أعمالهم.
وفي حين كانت هناك فجوة قدرها 8.8% بين الاثنين في أبريل 2022، فقد ضاق الفرق في متوسط الزيادات في الأجور إلى 2.8% بحلول مايو 2024.
ونتيجة لذلك، انخفض عدد الأمريكيين الذين تركوا وظائفهم بشكل ملحوظ أيضًا، مما وضع حدًا للاستقالة الكبرى، والتي مثّلت واحدة من أشهر اتجاهات سوق العمل في مرحلة ما بعد الوباء.