ظلت مسألة ما إذا كان المال يجعل الناس سعداء أو لا في ذهن البشرية طوال فترة وجود وسيلة الدفع هذه.
بعيدًا عن الإجابات المستندة إلى المنطق المبني على وجهات نظر مختلفة، يقدّم المخطط البياني المرفق بهذا التقرير إجابة تعتمد على أرقام موثوقة.
يقارن المخطط البياني بين النقاط التي حققتها البلدان في مؤشر السعادة العالمي، ونصيب الفرد من الناتج المحلي الإجمالي.
هل للمال علاقة بالسعادة؟
يظهر المخطط الذي يحتوي على بيانات من صندوق النقد الدولي، وتقرير مؤشر السعادة العالمي لعام 2023، أنه كلما ارتفع الناتج المحلي الإجمالي للفرد في بلد ما، زاد عدد النقاط التي يميل إلى تسجيلها على مؤشر السعادة العالمي.
حققت دولة أفغانستان، التي لا يتجاوز نصيب الفرد بها من إجمالي الناتج المحلي الإجمالي 500 دولار أمريكي، درجة لا تتخطى 2 على مؤشر السعادة العالمي.
وفي الولايات المتحدة، يقترب نصيب الفرد من الناتج المحلي الإجمالي من 80 ألف دولار، ونجدها حققت درجة قريبة من 7 على مؤشر السعادة العالمي.
وتخطت دولة لوكسمبورغ حاجز الـ 7 على مؤشر السعادة العالمي، علمًا بأن نصيب الفرد من الناتج المحلي الإجمالي لها يتجاوز 120 ألف دولار أمريكي.
ورغم الارتباط بين زيادة نصيب الفرد من الناتج المحلي الإجمالي بتحقيق الدولة أداءً أعلى على مؤشر السعادة العالمي فإن القاعدة لا تنطبق على بعض البلدان.
يعد نصيب الفرد من الناتج المحلي الإجمالي في هونغ كونج والذي يبلغ 49.700 دولار مرتفعًا نسبيًا، ولكن درجة مؤشر السعادة البالغة 5.31 منخفضة نسبيًا، حيث العديد من البلدان التي لديها درجات مماثلة في مؤشر السعادة يكون نصيب الفرد من الناتج المحلي الإجمالي أقل من 10 آلاف دولار.
أما فنلندا، التي حصلت على درجة تقترب من 8 في مؤشر السعادة العالمي، يعد نصيب الفرد من الناتج المحلي الإجمالي فيها أقل من الولايات المتحدة ولوكسمبورغ.
من الجدير بالذكر أن تقرير السعادة العالمية، الصادر برعاية منظمة الأمم المتحدة، وضع فنلندا في صدارة قائمة مؤشر السعادة العالمي للعام السابع على التوالي.
يشمل التقرير 143 دولة، يتم تصنيفها وفق عوامل عديدة، من بينها إجمالي الناتج المحلي للفرد، والحياة الصحية المتوقعة، بالإضافة إلى آراء سكان الدول.