تسبب انتشار “ChatGPT” وأدوات الذكاء الاصطناعي الأخرى وتطورها بوتيرة سريعة في ظهور تهديدات إضافية بتولي الآلات والتقنيات وظائف ملايين البشر.
وحتى قبل ظهور الذكاء الاصطناعي، غيّرت التطورات التقنية الطريقة التي يعمل بها الناس، مما أدى إلى اختفاء بعض المهن، في حين ظهرت أخرى.
على سبيل المثال، عمل الناس كمنبهات حيّة قبل ابتكار المنبهات الفعلية، حيث كان بعض الأشخاص يتقاضون المال مقابل التجوّل في الشوارع ممسكين بعصا ينقرون بها على أبواب العمال لإيقاظهم في الوقت المناسب للاستيقاظ للعمل.
وقبل وقت طويل من ظهور أجهزة الكمبيوتر الشخصية والآلات الحاسبة، كان بعض الأشخاص يمتهنون القيام بالعمليات الحسابية الرياضية المعقدة والطويلة، وهي خدمة لم تعد مطلوبة اليوم.
واليوم، تتطور التقنيات بشكل أسرع من أي وقت مضى، فما هي الوظائف التي يحيط بها أكبر معدلات خطر الاستبدال؟
أكثر الوظائف عرضة للخطر
نشر مكتب الولايات المتحدة لإحصاءات العمل توقعات التوظيف المهنية السنوي، وهو تقرير ينظر إلى سوق العمل في أمريكا ككل على مدى السنوات العشر القادمة، ويتوقع التغيرات في التوظيف حسب المهنة ويكشف عن الوظائف الأكثر عرضة للخطر من الأتمتة أو وغيرها من التحولات التقنية والمجتمعية.
وفي نسخته الأخيرة التي تغطي الفترة من 2022 إلى 2032، حدد مكتب إحصاءات العمل أربع مجموعات مهنية من المتوقع أن تفقد وظائفها خلال العقد المقبل، وهي مهن الدعم المكتبي والإداري، ومهن الإنتاج والمبيعات والمهن ذات الصلة، بالإضافة إلى المهن في الزراعة وصيد الأسماك والزراعة.
كما يظهر المخطط البياني المرفق، من المتوقع أن تشهد وظيفة أمين الصندوق “الكاشير”، أكبر خطر حتى عام 2032، بأعلى معدل انخفاض في التوظيف بمقدار 348100 وظيفة في عام 2032 مقارنة بالوضع في عام 2022.
وتشمل قائمة أعلى المهن المعرضة للخطر السكرتارية وكتبة المكاتب وممثلو خدمة العملاء، حيث من المتوقع أن تشهد كل من هذه المهن انخفاضًا في التوظيف بأكثر من 150 ألف وظيفة حتى عام 2032.
وحسب البيانات الصادرة عن مكتب الولايات المتحدة لإحصاءات العمل، من المتوقع أن ينخفض التوظيف لمعالجي النصوص والطابعين بنسبة 39%، ومصلحي الساعات بنسبة 30%.