لعبت رؤية السعودية 2030 دوراً كبيراً في تحفيز نمو الشركات الناشئة، من خلال إطلاق مبادرات استراتيجية لدعم ريادة الأعمال والابتكار، وقد ساعدت هذه المبادرات في خلق بيئة داعمة للشركات الناشئة وتوفير التمويل اللازم لها من خلال شركات استثمار جريء.
وقد أدى ذلك إلى ظهور فئات من المستثمرين والمغامرين الشباب، الذين تصدوا لمشروعات مختلفة، باحثين عن مضاعفة حصيلة أعمالهم التجارية في فترات قياسية، مدفوعين بمشاريع رؤية البلاد الاقتصادية، التي فتحت مجالات أوسع للشباب من الجنسين، ورفعت الإنفاق الحكومي إلى مبالغ غير مسبوقة، تحسب بالتريليون.
أكثر من 12 مليار ريال
وفي هذا الصدد، نجد أن 200 شركة ناشئة سعودية حصلت على إجمالي استثمارات تجاوز 12 مليار ريال (3.3 مليار دولار) خلال 10 سنوات، حسبما يكشف “تقرير مؤسسي الشركات الناشئة في المملكة العربية السعودية لمدة 10 سنوات”، الذي أطلقته منصة بيانات الاستثمار في الشركات “ماغنت MAGNiTT”، برعاية من الشركة السعودية للاستثمار الجريء (SVC).
ويسلط التقرير، الذي يقدّم فهماً أعمق لبيئة ريادة الأعمال في السعودية خلال العقد الماضي، الضوء على الأفراد من مؤسسي الشركات الناشئة، مستعرضاً أكثر من 400 ريادي أسسوا 200 شركة ناشئة سعودية، حصلت كل منها على استثمار جريء تجاوز مليون دولار (3.75 ملايين ريال) بين عامي 2014 و2023.
خصائص مؤسسي الشركات الناشئة
ويهدف التقرير للتعريف بخصائص رواد الأعمال من مؤسسي الشركات الناشئة في المملكة، وتجاربهم وخبراتهم، ويقارنهم بنظرائهم حول العالم لغرض دعم اتخاذ القرارات المبنية على البيانات.
وأشار التقرير أيضاً إلى أن 44% من هذه الشركات انطلقت بالشراكة بين شخصين، وحصلت على 53% من إجمالي تمويلات الاستثمار الجريء المقدمة، فيما مثلت الشركات ذات المؤسس الواحد 30% من إجمالي الشركات الناشئة، وحصلت على 15% فقط من إجمالي التمويلات المقدمة خلال 10 سنوات.
بينما تبلغ نسبة الشركات التي أُسِّست بواسطة 3 مؤسسين نحو 18%، ونحو 8% من الشركات تم تأسيسها بواسطة 4 مؤسسين أو أكثر.
خبرات ما قبل التأسيس
وبلغت نسبة المؤسسين الذين كان لديهم خبرة عمل تتجاوز 10 سنوات قبل تأسيس شركاتهم الناشئة 36% من هؤلاء المؤسسين، و66% منهم كانت تجربتهم لإطلاق شركة ناشئة هي الأولى، و30% من إجمالي المؤسسين كانت لديهم خبرة سابقة في مجال الشركات الناشئة على المستوى الإقليمي.
وأظهرت البيانات أن المؤسسين الذكور حصلوا على 94% من إجمالي الاستثمارات خلال 10 سنوات، بينما كانت نسبة المؤسسات النسائية تشكل 6%.
وفي حين لا تزال الشركات الناشئة التي أسسها الذكور تهيمن على مشهد الاستثمار الجريء، حيث أن %91 من 200 شركة ناشئة لديها مؤسسون ذكور فقط، فقد كانت هناك زيادة في الشركات الناشئة التي أسستها نساء والشركات الناشئة المختلطة بين الجنسين، مما يعكس التركيز المتزايد على التنوع والشمول، حسبما يفيد التقرير.
خلفيات متباينة
ويأتي مؤسسو الشركات الناشئة السعودية من خلفيات تعليمية ومهنية متنوعة. وكان أغلبية المؤسسين حاصلون على درجة البكالوريوس، على الأقل. وفي حين أن الكثيرين تلقوا تعليمهم في عدة جامعة دولية مرموقة مثل هارفارد وستانفورد، مما ساعدهم على اكتساب المهارات والمعرفة الضرورية لإدارة الشركات الناشئة، فقد تخرج عدد كبير أيضاً من الجامعات المحلية مثل جامعة الملك سعود وجامعة الملك فهد للبترول والمعادن.
ومن حيث الخبرة، يتمتع معظم المؤسسين بثروة من المعرفة في قطاعات مختلفة، وخاصة في قطاع تقنية المعلومات، كما أن العديد من المؤسسين عملوا في شركات كبرى قبل بدء مشاريعهم الخاصة، مما أعطاهم فهماً أعمق للسوق والقدرة على إدارة الأعمال بنجاح.
القطاعات الرائدة
وركزت الاستثمارات بشكل كبير على قطاعات التقنية مثل تقنية المعلومات، الخدمات المالية، والتجارة الإلكترونية، أما القطاعات الأخرى التي تم الاستثمار فيها فقد تمثلت في الصحة، والتعليم، والطاقة المتجددة، وقد كانت هذه من بين القطاعات التي شهدت نمواً ملحوظاً.
ويعكس ذلك التحولات العالمية نحو الاقتصاد الرقمي وأهمية الابتكار التكنولوجي في تحقيق النمو الاقتصادي.
تأثير رؤية 2030
ولعبت رؤية السعودية 2030 دوراً كبيراً في تحفيز نمو بيئة ريادة الأعمال في المملكة، علماً بأن المبادرات الاستراتيجية التي أطلقتها الحكومة دعمت الابتكار والتطوير في مختلف القطاعات، مما ساعد في إنشاء بيئة مواتية للشركات الناشئة وتوفير التمويل اللازم لها من خلال مؤسسات استثمار جريء.
ويؤكد التقرير على أهمية الاستمرار في دعم بيئة ريادة الأعمال في المملكة من خلال سياسات داعمة وبرامج تمويل مبتكرة. كما يدعو إلى تعزيز الشمولية وتشجيع المزيد من النساء على دخول مجال ريادة الأعمال، بالإضافة إلى التركيز على تطوير المهارات وتعزيز التعليم الريادي في جميع المراحل التعليمية.
ملخص النقرير:
- لعبت رؤية السعودية 2030 دوراً كبيراً في تحفيز نمو بيئة ريادة الأعمال في المملكة
- أكثر من 400 ريادي أسسوا 200 شركة ناشئة سعودية، حصلت كل منها على استثمار جريء تجاوز مليون دولار بين أعوام 2014 و2023
- تجاوزت استثمارات هذا الشركات مجتمعة 3.3 مليار دولار أي 12 مليار ريال سعودي خلال 10 سنوات
- 44% من هذه الشركات انطلقت بالشراكة بين شخصين، وحصلت على 53% من إجمالي تمويلات الاستثمار الجريء المقدمة
- بلغت نسبة المؤسسين الذين كان لديهم خبرة عمل تتجاوز 10 سنوات قبل تأسيس شركاتهم الناشئة 36%
- المؤسسون الذكور حصلوا على 94% من إجمالي الاستثمارات خلال 10 سنوات، بينما شكلت نسبة المؤسسات النسائية 6%
- ركزت الاستثمارات بشكل كبير على قطاعات التقنية مثل تقنية المعلومات، الخدمات المالية، والتجارة الإلكترونية