في الربع الأول من عام 2021، أطلقت الهيئة السعودية للبيانات والذكاء الاصطناعي “سدايا” منصة “إحسان”، بهدف تمكين القطاع غير الربحي والتنموي في المملكة، وقد باتت واحدة من أولى المنصات التي تتيح رحلة تبرع شفافة للمستخدمين.
وتعد منصة إحسان وسيطاً بين المتبرعين والجمعيات التي تقوم بتوزيع تلك التبرعات على المحتاجين، وبموجب ذلك يتم رفع تقارير الأداء للمنصة بصورة دورية تنفيذاً لمعايير الحوكمة، علماً بأن أبرز ما تميزت به هذه المنصة هو التنوع في عطاءاتها التي تتوزّع ما بين تعليم وصحة وإسكان وبيئة وغذاء وغيرها من أساسيات الحياة.
وأصدرت “ستراتيجيك جيرز” دراسة معمّقة، سلّط الضوء على دور منصة إحسان كواجهة تواصل وتنمية للقطاع غير الربحي، وتناولت الدراسة التحديات التي تواجه هذا القطاع والفرص المتاحة لتطويره، بما في ذلك التحول الرقمي وتعزيز الشفافية والحوكمة، كما قدمت توصيات لدعم تطوير القطاع غير الربحي في المملكة العربية السعودية، مع التركيز على تعزيز التعاون بين القطاع الحكومي والقطاع الخاص والمنظمات غير الربحية لتحقيق التنمية المستدامة وتحسين جودة الحياة في المجتمع.
وتضمّنت الدراسة كذلك مختلف الإحصاءات والأرقام المتعلقة بإحسان منذ إطلاقها، الأمر الذي يوفّر فهماً شاملاً لعمليات المنصة المتعددة الأوجه والتعاون مع الشركاء، وسلّط الضوء كذلك على التأثير الكبير لمنصة إحسان على الاقتصاد السعودي الأوسع والنظام البيئي غير الربحي، كما يقدم رؤى مفصلة حول كيفية مساهمة إحسان بنشاط في تحقيق الأهداف، على الصعيدين الوطني والعالمي.
القطاع غير الربحي
ويعد القطاع غير الربحي عنصراً حاسماً في ركائز وأهداف رؤية المملكة 2030. في عام 2022، وفقًا للتقرير السنوي لبرنامج التحول الوطني (NTP)، ساهم القطاع غير الربحي بنسبة 0.83% في الناتج المحلي الإجمالي مع هدف زيادة هذه المساهمة إلى 5% بحلول عام 2030.
وشكل إجمالي تبرعات إحسان في عام 2022 ما نسبته 0.04% من الناتج المحلي الإجمالي و0.1% من الناتج المحلي الإجمالي غير النفطي، ومن المتوقع أن يكون أعلى في عام 2023.
والمنظمات غير الربحية هي عادةً جميع المنظمات التي تعمل بشكل مستقل وليس هدفها الأساسي هو تحقيق الأرباح للفرد أو مجلس الإدارة أو المساهمين.
ويُعرف القطاع غير الربحي أيضًا بالقطاع الثالث، وهو القطاع الخيري، والمجتمع المدني، والقطاع المدني، والقطاع الاجتماعي.
وفي المملكة العربية السعودية، أكدت منظمات مثل الهيئة العامة للإحصاء (GASTAT) ومؤسسة الملك خالد، بالإضافة إلى العاملين في القطاع غير الربحي والإحصائيين، أن القطاع يقوم على مجموعة متنوعة من الأنشطة الاجتماعية وغير الربحية.
وشهد القطاع غير الربحي في المملكة تطورات ملحوظة في السنوات الأخيرة، بفضل الدعم الحكومي وتزايد الوعي بأهمية العمل الخيري والتنمية المستدامة.
ويعد القطاع غير الربحي عنصرًا حاسمًا في ركائز وأهداف رؤية 2030، كجزء من برنامج التحول الوطني، وهو أحد برامج تحقيق الرؤية الأحد عشر التي يتم تنفيذها لتحويل رؤية 2030 إلى واقع ملموس.
دور منصة “إحسان”
منصة إحسان هي مبادرة وطنية تسعى إلى تحسين كفاءة وشفافية العمل الخيري في المملكة، من خلال توفير منصة رقمية متكاملة تمكن الأفراد والشركات من التبرع بطرق سهلة وآمنة.
وتتمثل أهداف المنصة في تعزيز الشفافية من خلال تقديم معلومات دقيقة وشفافة حول المشاريع الخيرية والجهات المستفيدة، وتسهيل التبرعات عبر توفير وسائل تبرع متنوعة وسهلة الاستخدام، ورفع الكفاءة من خلال تحسين كفاءة توزيع الموارد وضمان وصولها إلى المستحقين بشكل فعال.
وساهمت “إحسان” في زيادة حجم التبرعات نتيجة لسهولة الوصول والاستخدام، وتوسيع قاعدة المتبرعين؛ إذ استقطبت المنصة شرائح جديدة من المتبرعين، بما في ذلك الشباب، كذلك تعزيز الثقة؛ إذ رفعت مستوى الثقة بين المتبرعين والجهات الخيرية من خلال الشفافية والمصداقية في عرض المعلومات.
وتلعب التقنيات الحديثة دوراً محورياً في عمل منصة إحسان من خلال تحسين إدارة التبرعات عبر ستخدام أدوات تقنية متقدمة لإدارة التبرعات وضمان وصولها إلى المستفيدين بشكل سريع وفعال، وكذلك تعزيز التواصل بين الجهات الخيرية والمتبرعين من جهة، وبين الجهات الخيرية والمستفيدين من جهة أخرى، مما يسهل عملية التبرع ويزيد من التفاعل المجتمعي، وأيضاً جمع البيانات وتحليلها؛ إذ تساعد التقنية المستخدمة في إحسان على جمع بيانات دقيقة حول التبرعات والمشاريع وتحليلها لاتخاذ قرارات مبنية على معلومات موثوقة.
تعزيز المبادرات البيئية
وعلى صعيد النظام البيئي، تلعب منصة “إحسان” دوراً لافتاً، إذ تدعم المبادرات البيئية من خلال جمع التبرعات وتوجيهها نحو المشاريع البيئية مثل غرس الأشجار وتنظيف المناطق الطبيعية، وكذلك التعاون مع الجهات المختصة، حيث تعمل إحسان بالتعاون مع الجهات الحكومية وغير الحكومية المتخصصة في البيئة لتعزيز الجهود الوطنية في حماية البيئة.
وتساهم إحسان في تمويل وتنظيم مشاريع غرس الأشجار التي تهدف إلى مكافحة التصحر وزيادة الرقعة الخضراء في المملكة. فضلاً عن التوعية والمشاركة المجتمعية؛ إذ تشجّع الأفراد والشركات على المشاركة في حملات التشجير، من خلال توفير معلومات عن فوائد التشجير وأهمية المشاركة المجتمعية في هذه الجهود.
دعم الاستدامة البيئية
وتوجه “إحسان” التبرعات نحو المشاريع التي تضمن الاستدامة البيئية، مثل إنشاء الحدائق العامة وزراعة الأشجار المثمرة التي تسهم في تحسين جودة الهواء وتقليل درجات الحرارة.
كما تعقد شراكات مع المؤسسات البيئية والمنظمات غير الحكومية لتنفيذ مشاريع طويلة الأمد تسهم في الاستدامة البيئية.
وتقدم كذلك الدعم المالي للمشاريع التي تهدف إلى تحقيق التنمية المستدامة، بما في ذلك تلك التي تركز على الطاقة المتجددة وإدارة الموارد الطبيعية، كما تدعم المنصة المبادرات التي تبتكر حلولاً جديدة لمشاكل بيئية وتنموية، مثل إعادة التدوير وتحسين كفاءة استخدام المياه.
تعزيز الوعي البيئي
وتقوم إحسان بتنظيم حملات توعية تثقيفية لتعزيز الوعي بأهمية الاستدامة البيئية ودور الأفراد في تحقيقها، فضلاً عن تمويل البرامج التعليمية التي تهدف إلى تعليم الأجيال الجديدة مبادئ التنمية المستدامة وأهمية الحفاظ على البيئة.
وتعرض إحسان تفاصيل دقيقة عن المشاريع البيئية والتنموية التي تدعمها، بما في ذلك أهدافها وتأثيرها المتوقع، مما يزيد من ثقة المتبرعين.
كما تتيح المنصة للمتبرعين متابعة أثر تبرعاتهم على المشاريع المدعومة، مما يعزز الشفافية ويشجع على المزيد من التبرعات.
ويتضح مما سبق ذكره أن منصة “إحسان” تعد لاعباً أساسياً في تعزيز العمل الخيري في المملكة، ودعم المشاريع البيئية والتنموية، من خلال جمع التبرعات وتوجيهها نحو المبادرات المستدامة.
كما تعزز “إحسان” الجهود الوطنية لتحقيق أهداف رؤية المملكة 2030 في مجال البيئة والتنمية المستدامة، ومن خلال التعاون مع الجهات المختصة وزيادة الوعي المجتمعي، تسهم إحسان في خلق بيئة أكثر استدامة ونمواً للمملكة.
ملخص التقرير
- يعتبر القطاع غير الربحي شريكاً أساسياً في تحقيق أهداف واستراتيجيات رؤية المملكة 2030
- شهد القطاع غير الربحي تطورات ملحوظة في السنوات الأخيرة، بفضل الدعم الحكومي وتزايد الوعي بأهمية العمل الخيري والتنمية المستدامة
- تعد منصة “إحسان” لاعباً أساسياً في دعم المشاريع البيئية والتنموية في المملكة، من خلال جمع التبرعات وتوجيهها نحو المبادرات المستدامة
- ساهمت “إحسان” في زيادة حجم التبرعات نتيجة لسهولة الوصول والاستخدام
- رفعت المنصة مستوى الثقة بين المتبرعين والجهات الخيرية من خلال الشفافية والمصداقية
- تساهم “إحسان” في تمويل مشاريع غرس الأشجار التي تهدف إلى مكافحة التصحر وزيادة الرقعة الخضراء بالمملكة
- توجه المنصة التبرعات نحو المشاريع التي تضمن الاستدامة البيئية، مثل إنشاء الحدائق العامة وزراعة الأشجار المثمرة