يزور ما يزيد عن مليار شخص منصة “TikTok”؛ لذا فهو يمثّل فرصة سانحة للأفراد للحصول على الشهرة، وللأعمال للازدهار وإحداث تأثير في جمهورها وجذبهم كمستهلكين.
وتبحث الأعمال عن مجال لها للترويج للمنتجات والخدمات التي تقدّمها بين هذا الجمهور الكبير من العملاء المحتلمين، إلا أنها تصطدم بقلة الفهم عن سلوك المستخدم والموضوعات التي تجذب اهتمامه.
ولهذا الغرض، نشرت منصة “TikTok” تقريرًا عن توقعاتها لاتجهات المحتوى لعام 2024؛ لتزويد المسوقين بالمعرفة الأساسية حول رغبات واحتياجات المستخدمين المتغيرة.
عام الشجاعة الإبداعية
وفقًا للتقرير، سيشهد عام 2024 نمو عقلية تمت تسميتها “الشجاعة الإبداعية” لدى مجتمع “TikTok”، بفضل مزيج من الفضول والخيال والضعف.
خلال العام 2024، ستعمل العلامات التجارية التي تُظهر “شجاعة إبداعية” على “TikTok” على بناء علاقات مجتمعية أعمق مع جمهورها.
وأشار التقرير أن العروض التي تتحلّي بالشجاعة الإبداعية ستغرس في سلوك جمهور المنصة ومنشئي المحتوى واستراتيجياتهم اليومية.
يجمع مصطلح الشجاعة الإبداعية 3 اتجاهات للتأثير في مستخدمي “TikTok” خلال عام 2024، اعتبرها التقرير الأكثر قابلية للتنفيذ واستمرارية في إحداث التأثير.
تمثّل الاتجاهات الرائجة لهذا العام أشكال المحتوى التي تُظهر السلوكيات والاهتمامات الناشئة التي يمكن للعلامات التجارية الاستفادة منها لتوجيه استراتيجيتها على المدى الطويل، وتقسّم إلى 3 فئات:
ذروة الفضول
يأتي الأشخاص إلى “TikTok” بحثًا عن أكثر من مجرد إجابة صحيحة واحدة على استفسار لديهم، أو لمشاهدة نوع محدّد من المحتوى.
يؤدي كل فضول واهتمام إلى على “TikTok” إلى آخر، ويفضّل المستخدم الاكتشافات المجهولة بالنسبة له.
عرض التقرير دراسة حالة للتأكيد على رواج هذا الاتجاه، يرتبط بحساب شركة “Clinique” الرائدة في مجال التجميل، والتي استغلت منصة “TikTok” لإطلاق حملة كاملة اعتمادًا على قوة الاكتشاف للموضوعات الرائجة.
كانت “Clinique” من بين أوائل الشركات التي استفادت من منصة البحث الديناميكية في “TikTok”، حيث تعاونت مع المبدعين للترويج لمنتجاتها.
تُرجم نجاح العلامة التجارية في جذب الاهتمام من خلال البحث إلى زيادة هائلة بنسبة 441% في معدل التحويل الخاص باتخاذ قرار الشراء، وزيادة ملحوظة بنسبة 51% في نسبة النقر على إعلاناتها إلى ظهورها.
بالنسبة للعلامات التجارية، يعني إنشاء محتوى شديد الصلة باهتمامات الجمهور ومبهج ومفيد، إلى جانب إثارته الفضول، الحصول على عملاء أكثر حتى من فئات قد لا تعلم أنها مهتمة بما تقدّمه.
سرد قصصي غير تقليدي
في السرد التقليدي للقصص، يبدأ القارئ أو المستمع أو المشاهد في التعرف على الشخصيات والعلاقات بينها وتتصاعد الأحداث حتى ذروتها قبل تقديم النهاية.
وفي الاتجاه الرائج على “TikTok” خلال عام 2024، تبدأ القصص بالنهاية، أو يتم خلط الأحداث ليقوم المستخدم بالربط بينها داخل عقله.
وتعد الهياكل السردية الأكثر إثارة للاهتمام على “TikTok” هي التي توجه المشاهدين بعد الثواني القليلة الأولى نحو التعمق في القصة، ويجعلهم هذا السلوك يشاهدون مقطع الفيديو لمدة أطول بمقدار 1.4 مرة.
يقوم المؤثرون على “TikTok” باختلاق مشاهير وقصص خيالية، ويتعامل المستخدمون معها في كثير من الأحيان وكأنها حقيقة جليّة.
تبنى مستخدمو “TikTok” مجتمعًا مشتركًا لما أطلق عليه اسم “#delulu” أو الراحة الوهمية، والتي أصبحت متجذّرة في الثقافة الجماهيرية.
مجتمع “#delulu” عبارة عن مزيج من الخيال والارتجال، حيث يتم تبني شخصية مزيفة ليتخيل الجمهور من خلالها آمالهم أو أحلامهم.
قدّمت منصة “TikTok” العديد من التحسينات على المنصة لخدمة هذا الاتجاه، حيث أطلقت “Script Generator” القائم على الذكاء الاصطناعي التوليدي، حيث يمكن للمسوّق أن يدخل بعض المعلومات عن العلامة التجارية أو المنتج للحصول على إرشادات لصنع قصة إبداعية.
كما قدمت المنصة المساعد الإبداعي “Creative Assistant”، يعاون المسوّق خلال عملية التطوير الإبداعي، لمنحه أفكارًا ملهمة إنشاء رؤى لطبيعة الإعلانات وأفضل الممارسات والحلول الإبداعية للتأثير في الجمهور.
سد فجوة الثقة
لا تزال هناك فجوة ثقة متزايدة بين المستهلكين والعلامات التجارية، مما يدفع الجماهير إلى البحث عن مشاركات عبر وسائل التواصل الاجتماعي تتجاوز عملية البيع لمرة واحدة.
يبحث المستهلكون أيضًا عن العلامات التجارية التي تقود التغيير المجتمعي الإيجابي وتتمتع بالشفافية.
لإضفاء الحيوية على خطوط الاتصال المباشرة، تعاونت العلامة التجارية الإندونيسية لرعاية الأطفال “MAKUKU” مع منشئي “TikTok” في مجتمعات الأم والطفل للمشاركة في إطلاق منتجهم.
استخدم هؤلاء المبدعون كلمتين رئيسيتين أشار إليهما وسم خاص بالعلامة التجارية كنقطة بداية لرسائل الحملة، مما أدى إلى زيادة بنسبة 500% في المبيعات.
بالنسبة للعلامات التجارية، من المهم اعتبار كل حملة وجزء أساسي من المحتوى بمثابة فرصة للمشاركة والاستماع والتعلم وبناء ثقة العلامة التجارية وقيمها معًا لتوليد ولاء أعمق.
بعد رؤية إعلان على “TikTok”، يثق المشاهدون في العلامة التجارية بنسبة 41% أكثر فيها، ومن المرجح أن يكونوا أكثر ولاءً للعلامة التجارية بنسبة 31%.
ووفقًا لدراسة أجرتها المنصة، من المرجح بنسبة “33%” أن يقول هؤلاء المستخدمون أن العلامة التجارية مناسبة لشخصياتهم وتفضيلاتهم.
ملخص التقرير
– يفضَل المستخدمون اكتشاف الموضوعات المجهولة بالنسبة لهم، فعادة ما يدخل الزائر إلى المنصة لمشاهدة شيء معين، وينتهي به الأمر إلى الاطلاع على محتوى مختلف تمامًا.
– للحصول على عملاء جدد للعلامات التجارية، ينبغي أن تستفيد من من التمرير العشوائي وميزة “اكتشف” بتقديم محتوى متصل بالموضوعات الرائجة في الوقت الفعلي.
– يميل المستخدمون إلى متابعة القصص التي تعتمد على السرد غير التقليدي، حيث يتم تقديم النهاية أو ذروة الأحداث بعد الثواني الأولى من مقطع الفيديو، ويميلون إلى مشاهدتها لمدة أطول، بمعدل 1.4 مرة مقارنة بالطريقة التقليدية.
– اختلاق الشخصيات أو القصص الخيالية يستدعي تفاعل الجمهور بشكل أكبر مع المحتوى؛ لأنها تمنحهم بعدًا افتراضيًا يمكّنهم من تحقيق آمالهم وأحلامهم.
– يمكن الاستفادة من الذكاء الاصطناعي للتأثير في مجتمع “TikTok”، من خلال أداة “Script Generator” لإنتاج قصص مناسبة لكل علامة تجارية، و”Creative Assistant” المُنتجة لأفكار مُلهمة للمحتوى.
– استخدام الوسوم الخاصة بالعلامات التجارية في محتوى ترويجي لها موجّه للجمهور المستهدف على حسابات المؤثرين يضاعف المبيعات.
– يظهر 41% من الجمهور ثقة أكبر في العلامات التجارية عند مشاهدة محتوى عنها على “TikTok”، ويعتبر 33% منهم أنها مناسبة لشخصياتهم وتفضيلاتهم.
– ينجذب المستهلكون إلى العلامات التجارية التي تقود التغيير المجتمعي الإيجابي وتتمتع بالشفافية وتدعو إليها.