بدأ عام 2024 بعد أشهر من التحولات الكبيرة في مجال التسويق عبر وسائل التواصل الاجتماعي، بما في ذلك الميزات والتحديثات الخوارزمية الجديدة، وصعود تقنيّات قد تغيّر القواعد بالكامل، مثل الذكاء الاصطناعي.
وتماشيًا مع هذا التطور، أصدرت منصة “Hootsuite”، المتخصصة في إدارة حسابات وسائل التواصل الاجتماعي، تقريرًا بشأن اتجاهات التسويق عبرها خلال عام 2024.
يسلّط التقرير الضوء على أهمية مراعاة الأصالة على وسائل التواصل الاجتماعي عند التطلع نحو الكفاءة باستخدام الذكاء الاصطناعي، وضرورة النظر لعائد الاستثمار عند وضع الاستراتيجية الاجتماعية للأعمال، وكيفية تبني أدوات ذات أداء أعلى، مع تجاهل الاتجاهات غير المجدية.
الذكاء الاصطناعي يقود تطور التسويق عبر الشبكات الاجتماعية
شهد عام 2023 زيادة هائلة في استخدام تقنية الذكاء الاصطناعي التوليدي، والتي تم دمجها في أعمال وصناعات عديدة؛ لتحقيق كفاءة أعلى، مع توفير الوقت والجهد والمال.
وفقًا لمسح أجرته “Hootsuite”، أصبحت 61% من الشركات حول العالم تعتمد على الذكاء الاصطناعي التوليدي للمساهمة في إدارة حساباتها على منصات التواصل الاجتماعي لتقليل عبء العمل على الموظفين.
وتتجه الأعمال لزيادة اعتمادها على الذكاء الاصطناعي في العام الحالي مقارنة بالسابق، إذ يُتوقع أن يزداد استخدامه في تحرير النصوص لأنشطة وسائل التواصل الاجتماعي من 67% في 2023 إلى 86% في 2024، بزيادة بنسبة 28%.
كما ينتظر أن يزداد الاعتماد على الذكاء الاصطناعي في إنتاج إعلانات على وسائل التواصل الاجتماعي من النصوص من 66% في 2023 إلى 85% في 2024، بزيادة بنسبة 29%.
وتصل نسبة الزيادة في الاستخدام إلى 195% عندما يتعلق الأمر بإنتاج نص الدعم للعميل، و260% لتحرير الصور، و136% لتوليد الصور الجديدة، و318% في استخدام روبوت الدردشة للرد على الرسائل.
وعلى الرغم من هذا الارتفاع الكبير، يقول 62% من المستهلكين أنهم يتفاعلون ويثقون بشكل أقل مع المحتوى الذي يعلمون أنه تم إنشاؤه بواسطة تطبيقات الذكاء الاصطناعي.
ولتفادي هذه المشكلات، على المؤسسات أن تعرف أولًا كيف يشعر جمهورها تجاه الذكاء الاصطناعي؛ لاستخدامه بالطريقة الصحيحة، من خلال دراسة التركيبة السكانية لهم وتفضيلاتهم واهتماماتهم وعادات الشراء الخاصة بهم؛ لتحديد ما يمكن أن ينفذه العنصر البشري، وما يتم إسناده للروبوتات.
بشكل عام، يناسب الروبوت أكثر مهام العصف الذهني للأفكار، وإنشاء اقتراحات المحتوى، وكتابة المسودات الأولى، واقتراح الصور، بينما ينبغي أن يتكفّل البشر بمهام تحرير التسميات التوضيحية للمحتوى المرئي، وضمان موافقة الصور والمشاركات لمعايير العلامة التجارية، والتفاعل في قسم التعليقات.
اختيار المنصة الصحيحة يضمن تحقيق نتائج أفضل
تواجه المؤسسات تحديًا كبيرًا يتمثل في صعوبة وجودها بنفس القوة على أكثر من وسيلة للتواصل الاجتماعي، في حين أن جمهورها موزع على هذه المنصات.
ويزيد من صعوبة هذه المهمة أن الحفاظ على وجود المؤسسة القوي والفعال على منصة واحدة هو أمر صعب بالأساس.
بالإضافة إلى ذلك، تحتاج المؤسسات إلى مجهود كبير في تخصيص المحتوى لكل منصة، بعد أن أصبح النشر المتبادل غير فعال.
يشير مصطلح النشر المتبادل إلى إنشاء محتوى بشكل واحد ونشره على أكثر من منصة للتواصل الاجتماعي.
ولم تعد تلك الطريقة فعالة لأن لكل منصة تواصل اجتماعي جمهور مختلف، سواء في التفضيلات أو الفئة العمرية الأكثر استخدامًا أو غير ذلك، كما أن كل وسيلة لها مواصفات صور وعدد كلمات مختلف.
بالإضافة إلى ذلك، لدى المستخدمين أسباب مختلفة لوجودهم على كل منصة، فعلى سبيل المثال، “Facebook” للتواصل مع الأصدقاء والعائلة، و”TikTok” للترفيه، و”X” للحصول على آخر الأخبار.
وجد مسح “Hootsuite” أن 91% من المؤسسات تستخدم “Facebook”، بينما 86% منها لها تواجد على “Instagram”، و80% لديها حسابات على “LinkedIn”.
وفي حين أن هذه المؤسسات لا تستفيد جميعها من تواجدها على هذه المنصات، يتعين على إدارات وسائل التواصل الاجتماعي أن تتحدى عوامل التشتيت خلال العام الجاري.
ولإتمام هذه المهمة يتعين على فرق إدارة وسائل التواصل الاجتماعي إجراء تدقيق لحساباتها على الشبكات الاجتماعية المختلفة، باستخدام منصة مخصصة لذلك.
سيتعرف مديرو وسائل التواصل الاجتماعي من خلال التدقيق على المنشورات الأكثر جاذبية، وشكل المحتوى الأعلى أداءً.
بالإضافة إلى ذلك، يساعد التدقيق على تحديد الممارسات التي تضر أكثر مما تنفع لتجنبها، وفي حال اكتشاف أي إخفاقات كبيرة، يمكن إغلاق بعض الحسابات للوصول إلى الكفاءة المطلوبة.
ركّز على عائد الاستثمار
خلص التقرير إلى أنه أثناء السعي وراء الحصول على عائد استثمار في التواصل الاجتماعي، يجب على العلامات التجارية اللجوء إلى الترفيه كوسيلة لتعزيز النتائج المالية.
ووجد التقرير أن 48% من المسوقين ينشرون تحديثات أو أخبار حول المنتج أو العلامة التجارة أكثر مما ينبغي على مدى الأسبوع، على عكس ما يريد الناس رؤيته حقًا.
وفقًا لاستطلاع رأي، يقول 34% من المستخدمين أن التركيز على العلامة التجارية عبر حسابها على منصة ما للتواصل الاجتماعي يزعجهم.
يستخدم الناس وسائل التواصل الاجتماعي للترفيه والاسترخاء الذهني، في المقام الثاني بعد البقاء على اتصال مع العائلة والأصدقاء.
حسب تقرير “Hootsuite”، ستنجح العلامات التجارية التي تنشر محتوى ترفيهيًا على مواقع التواصل الاجتماعي في جذب انتباه العملاء، وزيادة حصتها السوقية.
ولتحقيق أعلى عائد على الاستثمار في وسائل التواصل الاجتماعي، يتعين على الأعمال فهم اتجاهات الجمهور، من خلال سؤالهم عن أنواع المحتوى المفضلة لديهم، وطلب تقديم اقتراحات منها بشأنها.
في هذا الشأن، يمكن تجربة أنواع محتوى جديدة تمامًا، مثل الصور المضحكة، ومنشورات المحادثة، جنبًا إلى جنب مع مراجعة المنشورات التي لا تحقق أداءً جيدًا.
وعلى إدارات وسائل التواصل الاجتماعي التحلي بالصبر في الوصول لأفضل الممارسات، وعدم انتظار تحقيق نتائج سريعة؛ لأن بناء قيمة للعلامة التجارية على الشبكات الاجتماعية يستغرق وقتًا طويلًا.
ملخص التقرير
– أصبحت 61% من الشركات حول العالم تعتمد على الذكاء الاصطناعي التوليدي للمساهمة في إدارة حساباتها على منصات التواصل الاجتماعي لتقليل عبء العمل على الموظفين.
– يُتوقع أن يرتفع معدل استخدام الذكاء الاصطناعي في التسويق عبر وسائل التواصل الاجتماعي خلال 2024 مقارنة بـ 2023، بنسبة 195% في إنتاج نصوص، 260% لتحرير الصور.
– لا يزال 62% من مستخدمي وسائل التواصل الاجتماعي يتفاعلون ويثقون بشكل أقل مع المحتوى الذي يعلمون أنه تم إنشاؤه بواسطة تطبيقات الذكاء الاصطناعي.
– 91% من مؤسسات الأعمال تستخدم “Facebook”، و86% تتواجد على “Instagram”، و80% لديها حسابات على “LinkedIn”.
– تزداد حاجة المؤسسات إلى تخصيص المحتوى للمنصات، بعد أن أصبح نشر نفس النصوص والصور ومقاطع الفيديو نفسه على الشبكات المختلفة غير فعّال.
– على إدارات وسائل التواصل الاجتماعي إجراء تدقيق لحساباتها على المنصات المختلفة؛ للتعرف على المنشورات الأكثر جاذبية وشكل المحتوى الأعلى أداءً.
– التركيز على العلامة التجارية والترويج لها بشكل كبير يزعج 34% من مستخدمي وسائل التواصل الاجتماعي.
– ينبغي على إدارات وسائل التواصل الاجتماعي فهم اتجاهات الجمهور من خلال سؤالهم بشكل مباشر، وتجربة أشكال جديدة من المحتوى.