تشير التقديرات العالمية أن عالمنا به الموارد الكافية ليعيش كل طفل على الأرض حياة رغيدة، وعلى الرغم من ذلك، يعاني المزيد من الأطفال من الجوع كل يوم.
وبينما يعتقد ما يزيد عن 91% من الناس أن الحصول على ما يكفي من الغذاء هو حق أساسي من حقوق الإنسان، ينام 21% من الأطفال حول العالم وهو جائعون.
ويؤدي إلى تفاقم مشكلة الغذاء العالمية، التي يتحمل تبعاتها الأطفال، ارتفاع أسعار المواد الغذائية بسبب التضخّم العالمي، وتأثير الصراعات والحروب، وتغير المناخ.
نشرت شركة “Ipsos” نتائج دراسة استقصائية أجرتها حول الجوع وسوء التغذية للأطفال، في أكتوبر 2023، بناءً على بيانات جمعتها بين 16 أغسطس و4 سبتمبر من نفس العام.
شملت الدراسة عينات من 16 دولة، هي أستراليا وبنغلاديش والبرازيل وكندا وتشاد وجمهورية الكونغو الديمقراطية وألمانيا والعراق واليابان وملاوي والمكسيك وبيرو والفلبين وكوريا الجنوبية والمملكة المتحدة والولايات المتحدة.
في هذا التقرير، نستعرض إحصاءات حول الجوع وسوء التغذية عالميًا، وتأثيرها على الأسر حول العالم، بالإضافة إلى مدى تأثير النزاعات والحروب على تمتع الأطفال بالأمن الغذائي.
نظرة على مشكلة الجوع وسوء التغذية العالمية
يشعر 89% من المواطنين في الـ 16 دولة التي شملها الاستطلاع بالقلق إزاء جوع الأطفال وسوء التغذية في جميع أنحاء العالم، في حين أن 80% منهم يساورهم شعور بالقلق حول ذات المشكلة في أسرهم.
ويعتقد 21% من الأشخاص عينة الدراسة أن الفقر هو القضية الأكثر تأثيرًا على رفاهية الأطفال في جميع أطفال العالم، بينما يرى 18% أن الجوع هو المؤثر الأكبر.
وكشفت نتائج الدراسة أن الأشخاص الذين يعيشون في بلدان منخفضة الدخل، والذين لديهم أطفال أصغر سنًا، يشعرون بقدر أكبر من القلق بشأن جوع الأطفال وسوء التغذية في أسرهم.
ويرى 71% من الناس على مستوى العالم أن مشكلة الجوع العالمية ازدادت سوءًا مقارنة بما كان الأمر عليه قبل 5 سنوات.
ووفقًا لمنظمة الصحة العالمية، يتسبب سوء التغذية بـ 45% من الوفيات العالمية بين الأطفال دون سن الخامسة، ومع ذلك، أجاب معظم المشاركين في الاستطلاع بأنهم يعتقدون أن الرقم الحقيقي أقل من 30%، مما يدل على أن هذه الوعي بهذه المشكلة غائب عن معظم سكان العالم.
وإجمالًا، يقول 37% من الآباء على مستوى العالم إن أطفالهم لا يحصلون على العناصر الغذائية التي يحتاجون إليها يوميًا.
وينتشر هذا الشعور على نطاق أوسع في البلدان ذات الدخل المنخفض، فترتفع النسبة في تشاد إلى 66%، وملاوي إلى 64%.
إلى أي مدى يتأثر الأطفال بالصراعات والحروب؟
وجدت الدراسة أن الصراعات والحروب تحل في المرتبة الخامسة في قائمة الأسباب الرئيسية للجوع حول العالم، حيث أن نسبة من اختاروا هذا العامل من بين المشاركين وصلت إلى 19%، ويسبقها التضخم وارتفاع تكاليف المعيشة (46%)، وانخفاض دخل الأسرة (39%)، وعدم تقديم الدخل الحكومي الكافي (25%)، والفساد (20%).
وعلى مستوى عينة الدراسة، يعتقد 45% ممن شاركوا في استطلاع الرأي أن الصراعات والحروب هي السبب الرئيسي الأول في مشكلة الجوع حول العالم.
وتختلف الرؤية من جيل لآخر، فبينما يعتقد 44% ممن تتراوح أعمارهم بين 18 و34 سنة أن التضخم الاقتصادي هو السبب الرئيسي في مشكلة الجوع، في مقابل 41% يذهبون إلى أن الصراعات والحروب هي العامل الأهم، نجد أن الأمر مختلف في الشرائح السنية الأعلى.
في الشريحة السنية من 35 إلى 54 سنة، 44% يرون أن الصراع والحروب هي السبب الأهم مقابل 42% ينظرون إلى التضخم كأهم عوامل الجوع ونقص التغذية، أما من هم في سن 55 عامًا فأعلى، 53% يعتقدون أن الحرب هي المتهم الرئيسي في المشكلة.
كيف يمكن القضاء على الجوع وسوء تغذية الأطفال؟
تختلف حلول مشكلة الجوع وسوء التغذية بحسب السبب، ففي حالة الحروب والصراعات، يُنظر إلى حل النزاع وتوفير المساعدات من المنظمات المعنية على أنها سبل توفير الأمن الغذائي للأطفال.
وفي حالة التضخم، يقع عبء كبير على عاتق الحكومات للخروج من هذه الأزمة، من خلال معالجة مشكلات الفساد وعدم تركيز الدعم على الفئات الأكثر احتياجًا.
على سبيل المثال، يعتقد 97% ممن شاركوا في استطلاع الرأي أنه من المهم أن يحصل الأطفال على شيء يأكلونه خلال اليوم الدراسي، ويؤيد 85% التمويل الحكومي للوجبات المدرسية.
ويقول 68% من الأشخاص عينة الدراسة أن الحكومة تتحمل المسؤولية الأكبر عن حل مشكلة الجوع بين الأطفال، مع مسؤولية أقل على الآباء والأوصياء على الأطفال والمنظمات والوكالات غير الحكومية والجمعيات الخيرية.
في الـ 12 أشهر الماضية، قدّم 43% من الأشخاص الذين شاركوا في الدراسة الطعام لشخص محتاج، و21% منهم تبرعوا لجمعية خيرية أو منظمات مجتمعية تقدم الطعام للجياع.
وبناء على ما سبق، خلصت الدراسة إلى أن الجميع يتحمل مسؤولية القضاء على الجوع حول العالم، وأن تحقيق الأمن الغذائي العالمي أمر يمكن تحقيقه إذا عمل الحكومات والمنظمات غير الحكومية والمواطنون معًا على حل المشكلة.
ملخص التقرير
– يقول 4 من كل 10 آباء إن أطفالهم لا يحصلون على العناصر الغذائية التي يحتاجون إليها يوميًا.
– يشعر 6 من كل 10 آباء بقلق بالغ إزاء سوء التغذية في أسرهم.
– يقول 2 من كل 10 آباء إن أطفالهم ذهبوا إلى الفراش جائعين خلال 30 يومًا سبقت نشر الدراسة في أكتوبر 2023.
– يتسبب سوء التغذية في 45% من الوفيات العالمية بين الأطفال دون سن الخامسة.
– أهم أسباب الجوع حول العالم هي التضخم وارتفاع تكاليف المعيشة، وانخفاض دخل الأسر، وعدم كفاية الدعم الحكومي، والفساد، والحروب والصراعات.
– يعتقد 45% من عينة الدراسة أن الصراعات والحروب هي السبب الرئيسي الأول في مشكلة الجوع حول العالم.
– يعتقد 3 من كل 10 أشخاص أنه سيتم القضاء على جوع الأطفال حول العالم بحلول عام 2030، وفقًا لأهداف الأمم المتحدة للتنمية المستدامة، ومعظم الأشخاص يعتقدون أن الأرض عليها من الغذاء ما يكفي للجميع.
– خلال السنة الماضية، تبرّع 43% من الأشخاص المشاركين في الدراسة بالطعام لشخص محتاج، و21% منهم تبرعوا لجمعية خيرية.
– ترى النسبة الأكبر من الناس أن الحكومة تتحمل المسؤولية الأكبر في حل مشكلة الجوع بين الأطفال، ويعتقدون أن هناك مسؤولية مشتركة مع المواطنين والمنظمات غير الحكومية والجمعيات الخيرية.