استمرت المملكة في تواجدها بمراكز متقدمة، على المستويين الدولي والإقليمي، في تصنيف أسعد شعوب العالم لعام 2023؛ نتيجة لاهتمام القيادة بجودة الحياة، وتحقيق السعادة والرفاهية للمواطنين والمقيمين.
وصدر تقرير السعادة العالمي لعام 2023، عن شبكة حلول التّنمية المستدامة التابعة للأمم المتحدة، معتمدًا على بيانات المسح العالميّة للأشخاص من 150 دولة.
ووجد التقرير، الذي يعتمد في التصنيف على البيانات في الفترة بين عامي 2020 و2022، أنّ تقييمات جودة الحياة على مستوى العالم خلال الفترة المذكورة، توافقت مع المعدلات العالمية في الأعوام الثلاثة التي سبقت جائحة “كوفيد-19″، إذ لم تتأثر بشكل كبير بسبب الوباء، بفضل زيادة الإحسان والدعم الاجتماعي.
وفي السطور التالية، نستعرض أبرز ما ورد في تقرير السعادة العالمي لعام 2023، بالتركيز على تصنيف أسعد شعوب العالم، ووضع المملكة فيه، والعوامل التي حدّدت مدى جودة الحياة خلال النطاق الزمني للتقييم.
مُحدّدات السعادة
اعتمد التقرير في قياس مستويات السعادة العالمية على 6 عوامل، على رأسها نصيب الفرد من الناتج المحلي الإجمالي للدولة التي يحمل جنسيتها.
يوفر نصيب الفرد من الناتج المحلي الإجمالي معلومات حول حجم الاقتصاد والأداء المالي للبلاد، وهو ما ينعكس على مستوى رفاهية المواطنين.
ويمثّل الدعم الاجتماعي ثاني عوامل قياس السعادة، حيث أن وجود الأصدقاء والأقارب الذين يمكن الاعتماد عليهم في حياة كل شخص يساهم في شعوره بالرضا عن حياته.
وعند تقييم مستوى السعادة لدى شعب ما، يُنظر إلى متوسط العمر المتوقع لأفراده، وتقييم صحتهم البدنية والعقلية والنفسية، إلى جانب قدرة كل فرد على صنع قراراته بنفسه، وهو ما ينتج عن الحصول على حقوق الإنسان بغض النظر عن العرق أو النوع أو العرق أو اللغة أو الدين أو أي شيء آخر.
وتصنف أفعال السخاء والكرم من علامات الشعور بالرضا، ففي جميع الثقافات، ينجذب أكثر الأشخاص إلى السلوكيات التي تفيد الآخرين، أكثر من تلك التي تفضّل الذات الفردية على الجماعة.
وفي حال أرادت دولة ما أن تشعر مواطنيها بالرضا والسعادة وتحقق لهم الرفاهية، ينبغي عليها القضاء على الفساد في كل القطاعات، وهو عامل مهم لقياس سعادة الشعوب.
أكثر وأقل شعوب العالم سعادة
للعام السادس على التوالي، حلّت فنلندا في المركز الأول، كأكثر بلد يعيش المقيمون به في سعادة على مستوى العالم، وبتفوّق كبير في التقييمات على جميع الدول الأخرى.
وحققت هذه الدولة الاسكندنافية وجيرانها مثل الدنمارك، وآيسلندا، والسويد، والنرويج نتائج جيدة للغاية في المؤشر.
وتواجدت الدنمارك وآيسلندا في المركزين الثاني والثالث على التوالي، فيما شغلت السويد والنرويج المرتبتين السادسة والسابعة.
وتشغل جميع المراكز العشرة الأولى دول أوروبية، حيث حلت هولندا في المرتبة الخامسة، وسويسرا ولوكسمبورغ ونيوزيلندا في المراتب من الثامن إلى العاشر على الترتيب.
وتأتي النمسا وأستراليا في المركزين الحادي عشر والثاني عشر، وهو نفس تصنيفهما في العام الماضي، وتليها كندا، متقدمة مركزين عن أدنى تصنيف لها على الإطلاق في 2022، أما المراكز الأربعة التالية فتشغلها أيرلندا والولايات المتحدة وألمانيا وبلجيكا.
وتشمل بقية البلدان العشرين الأولى كلاً من جمهورية التشيك، والمملكة المتحدة، وليتوانيا، التي احتلت المراكز من الثامن عشر إلى العشرين.
بناءً على الترتيب السابق، يتبيّن أن تصنيف أفضل 20 بلدًا به 19 دولة كانت في نفس النطاق خلال العام الماضي، والاستثناء الوحيد هو ليتوانيا، التي ارتفع تصنيفها بشكل مطرد على مدى السنوات الست الماضية، من المركز 52 في عام 2017 إلى المركز 20 في 2023.
وتتواجد أفغانستان في المرتبة الـ 137 والأخيرة في التصنيف، تسبقها دول لبنان وسيراليون وزيمبابوي وجمهورية الكونغو الديمقراطية وبتسوانا ومالاوي وجزء القمر وتنزانيا وزامبيا.
المملكة في مؤشر السعادة العالمي
من بين 137 دولة شملها التصنيف، تواجدت المملكة في المركز 30 على مستوى العالم، استمرارًا للنجاح في رفع مستوى الفرد من الناتج المحلي الإجمالي، ورفع مستوى الخدمات الصحية وحقوق الإنسان، ومكافحة الفساد.
وعلى المستوى الإقليمي، حلّت المملكة في المرتبة الثانية عربيًا على مؤشر السعادة العالمي لعام 2023، وتلتها البحرين في المركز الثالث، بينما حصدت الإمارات المركز الأول.
ووصلت المملكة إلى هذا المستوى المتقدم في مؤشر السعادة العالمي بتحقيق 6.463 من 10 في قياس متوسط تقييم جودة الحياة، علمًا بأن فنلندا صاحبة المركز الأول حققت 7.804.
تدل هذه الأرقام على نجاح برنامج جودة الحياة بالمملكة، والذي تم إطلاقه عام 2018، كأحد برامج “رؤية السعودية 2030، لخلق نوعية حياة أفضل في البلاد، من خلال تعزيز مشاركة الفرد والمجتمع في الأنشطة الفنية والثقافية والرياضية.
ويستهدف البرنامج رفع معدلات تمتع المواطنين بحياة صحية مفعمة بالنشاط، وتطوير مناطق حضرية أكثر ملاءمة للعيش، وابتكار قطاعات واعدة توفر الفرص الاقتصادية والاستثمارية، وتساهم في تنويع فرص العمل، وتحسين الحياة في جميع المدن السعودية.
ملخص التقرير
– حلّت المملكة في المركز الـ 30 عالميًا من بين 137 دولة شملها تقرير السعادة العالمي لعام 2023، والثاني عربيًا.
– حقّقت المملكة 6.463 من 10 على مقياس تقييم متوسط جودة الحياة، بفارق 1.341 فقط عن الدولة متصدرة التصنيف.
– لم تختلف تقييمات جودة الحياة التي تم على أساسها ترتيب الدول في تصنيف الأكثر سعادة في العالم في الفترة بين عامي 2020 و2022 عن الأعوام الثلاثة التي سبقت جائحة “كوفيد-19”.
– اعتمد ترتيب الدول الأفضل في تقرير السعادة العالمي لعام 2023 على 6 عوامل، تشمل نصيب الفرد من إجمالي الناتج المحلي الإجمالي، ومعدلات السخاء والكرم، والحرية في اتخاذ القرارات، ومتوسط الحياة بصحة جيدة، والدعم الاجتماعي، ومستوى القضاء على الفساد.
– احتفظت فنلندا بالمركز الأول في تصنيف السعادة العالمي للعام السادس على التوالي، بتحقيق 7.804 من 10 على مقياس تقييم متوسط جودة الحياة.
– سيطرت الدول الأوروبية على المراكز العشرة الأولى في تصنيف السعادة العالمي، أكثرها من الدول الاسكندنافية.
– ليتوانيا هي الدولة الجديدة الوحيدة التي انضمت إلى تصنيف أفضل 20 دولة على مستوى العالم، بعد أن كانت في المركز 52 عام 2017.
– تذيلت أفغانستان تصنيف السعادة العالمي لعام 2023 بتواجدها في المرتبة 137.